للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله"، متّفقٌ عليه، فإن ظاهر الحديثين أن هذه الطائفة تبقى على الحقّ إلى أن تقوم الساعة؟.

[قلت]: يُجمع بينها بأن هؤلاء لا يزالون على الحقّ حتى تَقبِضهم هذه الريح الليّنة قربَ القيامة، وعند تظاهر أشراطها، فأَطلَق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها، ودُنُوِّها المتناهي، قاله النوويّ (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [٥٣/ ٣١٩] (١١٧)، و (البخاريّ) في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٠٩)، و (الحاكم) في "مستدركه" (٤/ ٤٥٥)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٣٠٨)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان الريح التي تأتي قرب القيامة، فتقبض روحَ كلّ من في قلبه شيء من الإيمان.

٢ - (ومنها): بيان فضل الله تعالى، ورحمته للمؤمنين، حيث يقبض أرواحهم قبل قيام الساعة بريح ألين من الحرير، حتى لا تقوم عليهم القيامة، {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: ٤٣].

٣ - (ومنها): بيان أن موت الصالحين من أشراط الساعة.

٤ - (ومنها): بيان أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس، كما سبق في الأحاديث السابقة.

٥ - (ومنها): بيان بعض علامات الساعة، وهي هذه الريح.

٦ - (ومنها): أن فيه علمًا من أعلام النبوّة، ومعجزةً من معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حيث أخبر بما سيأتي في آخر الزمان.


(١) راجع: "شرح النوويّ" ٢/ ١٣٢.