للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرَّوَاحُ رواح العشيّ، وهو من الزوال إلى الليل، والمُرَاحُ -بضم الميم- حيث تأوي الماشية بالليل، والمُنَاخُ، والمَأْوَى مِثْلُهُ، وفتح الميم بهذا المعنى خطأٌ؛ لأنه اسم مكان، واسم المكان، والزمان، والمصدر، من أفعل بالألف مُفْعَلٌ بضم الميم، على صيغة اسم المفعول، وأما الْمَرَاحُ -بالفتح- فاسم الموضع من رَاحَتْ، بغير ألف، واسم المكان من الثلاثي بالفتح، والْمَرَاحُ بالفتح أيضًا الموضع الذي يَرُوحُ القومُ منه، أو يرجعون إليه. انتهى (١).

(نَعَمَهُمْ) -بفتحتين- هو المال الراعي، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وأكثر ما يقع على الإبل، قال أبو عبيد: النَّعَمُ: الجمال فقط، ويؤنَّث، ويُذكَّر، وجمعه: نُعْمَانٌ، مثل حَمَلٍ وحُمْلان، وأَنْعَامٌ أيضًا، وقيل: النَّعَمُ: الإبل خاصّةً، والأنْعَامُ: ذوات الخفّ والظِّلْف، وهي الإبل، والبقر، والغنم، وقيل: تُطْلَق الأنعام على هذه الثلاثة، فإذا انفردت الإبل فهي: نَعَمٌ، وإن انفردت: البقر، والغنم، لَمْ تسمَّ نَعَمًا، قاله الفيّوميّ رحمه الله (٢).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "وكان القوم يريحون نعمهم بين أيدي بيوتهم": النعم هنا: الإبل، وإراحتها: إناختها لتستريح من تعب السَّير ومشقة السفر. انتهى (٣).

(بَيْنَ يَدَي بُيُوتهِمْ)؛ أي: أمامها، وقال القرطبيّ: بين أيدي بيوتهم: بمعنى عند بيوتهم وبحضرتها. انتهى (٤). (فَانْفَلَتَتْ)؛ أي: خَرَجت تلك المرأة بسرعة، يقال: أفلت الطائر وغيره إفلاتًا: تخلّص، وأفلته: إذا أطلقته، وخلّصته، يُستعمل لازمًا ومتعدّيًا، وفَلَتَ فَلْتًا، من باب ضَرَبَ لغةٌ، وفَلَّتُهُ أنا، يُستعمل أيضًا لازمًا ومتعدّيًا، وانفَلَتَ: خَرَجَ بسرعة، وكان ذلك فَلْتَةً؛ أي: فَجْأَةً، حتى كأنه انفلتَ سَرِيعًا، قاله الفيّوميّ: رحمه الله (٥).

وقوله: (ذَاتَ لَيْلَةٍ)؛ أي: ليلة من الليالي، قيل: "ذات" مقحمة، وقيل: بل هي من إضافة الشيء لنفسه، على رأي من يُجيزه، قاله في "الفتح" (٦).


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٤٣.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦١٣ - ٦١٤.
(٣) "المفهم" ٤/ ٦١٢.
(٤) "المفهم" ٤/ ٦١٢.
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٤٨٠.
(٦) "الفتح" ١١/ ٣٩١.