داود الطائيّ عن حديث، فقال: دعني، فإني أبادر خروج نفسي (١).
٤ - (ومنها): أن فيه علمًا من أعلام النبوّة، حيث أخبر - صلى الله عليه وسلم - بما سيقع في أمته من الفتن.
٥ - (ومنها): أن في حثّه - صلى الله عليه وسلم - بالأعمال الصالحة قبل أيام الفتن فوائد:
[منها]: انتهاز الفرصة قبل فواتها.
[ومنها]: حصول قوّة إيمان العبد بسبب الأعمال الكثيرة، فيستطيع أن يُدافع بقوته ما يواجهه من شدائد الفتن؛ ومن كان ضعيف الإيمان لا يقدر على ذلك، بل تتلاعب به الفِتَن كما تتلاعب الريح بالخيط المعلّق في الهواء.
[ومنها]: أن من اعتاد الأعمال الصالحة إذا حيل بينه وبينها يُكتب له ما كان يعمله قبل أن يمنع منه، فقد أخرج البخاريّ في "صحيحه"(٢٩٩٦)، من حديث أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مَرِض العبد، أو سافر، كُتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا".
وأخرجه أبو داود في "سننه"(٢٦٨٧)، بلفظ:"إذا كان العبد يعمل عملًا صالحًا، فشغله عنه مرضٌ، أو سفرٌ، كُتب له كصالح ما كان يعمل، وهو صحيح مقيم".
٦ - (ومنها): أنه ينبغي للمؤمن أن يبادر بالأعمال الصالحة، وفعل الحسنات ما وجد إلى ذلك سبيلًا، قبل فوات أوانها، وتُغلق أبوابها، فيقع في الندم كما يقع من يقول:{يَاحَسْرَتَا}[الزمر: ٥٦]، أو يقول: لو أن لي عمرًا لأكونن من العاملين العابدين، أو يقول:{لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}[المنافقون: ١٠].
٧ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ: مقصود هذا الحديث الأمر بالتمسّك بالدين، والتشدّد فيه عند الفتن، والتحذير من الفتن، ومن الإقبال على الدنيا، وعلى مطامعها، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.