للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نزلوا على حكم سعد، وجاء على حمار، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا إلى سيِّدكم".

وقال الزهريّ عن ابن المسيب، عن ابن عباس، قال سعد بن معاذ: ثلاث أنا فيهن رجل - يعني كما ينبغي - وما سوى ذلك فأنا رجل عن الناس، ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا قطّ إلا عَلِمتُ أنه حقّ من الله تعالى، ولا كنت في صلاة قطّ، فشغلتُ نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا كنتُ في جنازة قطّ، فحدثت نفسي بغير ما تقول، ويقال لها، حتى أنصرف عنها، قال ابن المسيب: فهذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبيّ (١).

وأخرج ابن إسحاق بغير سند: أن أم سعد لَمّا مات قالت:

وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا … حَزَامَةً وَجَدَّا

وَسَيِّدًا سُدَّ بِهِ مَسَدَّا

فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ نادبة تَكْذِب، إلا نادبة سعد".

وأخرجه الطبراني بسند ضعيف، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: جَعَلت أم سعد تقول:

وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا … حَزَامَةً وَجَدّا

فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزيدي على هذا، كان - والله - ما علمتُ حازمًا، وفي أمر الله قَوِيًّا" (٢).

له في "صحيح البخاريّ" حديثان أحدهما، من طريق ابن مسعود: انطلق سعد بن معاذ معتمرًا … الحديث، والثاني في قصّة قتل سعد بن الربيع بأحد (٣)، وليس له في "صحيح مسلم" ذكر، والله تعالى أعلم.

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("يَا أَبَا عَمْرٍو) كنية سعد بن معاذ - رضي الله عنه - (مَا شَأْنُ ثَابِتٍ) "ما" استفهاميّة: أي أيّ شأن شأنه؟، وقوله: (أَشْتَكَى؟ ") بهمزة الاستفهام، وحذف همزة الوصل؛ لأن القاعدة أن همزة الاستفهام إذا دخلت على همزة الوصل المفتوحة، قُلبت همزة الوصل مدّةً، نحو قوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: ٥٩]،


(١) "تهذيب التهذيب" ٢/ ٦٩٧.
(٢) راجع: "الإصابة" ٣/ ٧٠ - ٧٢.
(٣) "تهذيب التهذيب" ٢/ ٦٩٧.