للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على إيمان جبريلِ وميكائيل، ويُذْكَرُ عن الحسن: ما خافه إلا مؤمنٌ، ولا أمنه إلا منافق، وما يُحْذر من الإصرار على النفاق والعصيان، من غير توبة؛ لقول الله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: ١٣٥]. انتهى.

والضمير في قوله: "ما أمنه" للنفاق (١).

ثم أورد البخاريّ حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا: "سباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفرٌ"، وحديث أنس عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يُخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع، والتسع، والخمس"، تفرّد به البخاريّ.

٢ - (ومنها): ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من شدّة الخوف من إحباط أعمالهم، وهكذا ينبغي لكلّ مسلم أن يكون دائم الخوف، كما أسلفناه آنفًا فيما أورده البخاريّ في "صحيحه".

٣ - (ومنها): أن فيه منقبة عظيمة للصحابيّ الجليل ثابت بن قيس - رضي الله عنه -، حيث أخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأنه من أهل الجنّة، فكان الصحابة - رضي الله عنهم - يرونه، وهو يمشي بين أظهرهم رجلًا من أهل الجنّة، كما سيأتي في الرواية الآتية.

٤ - (ومنها): بيان أنه ينبغي للعالم، وكبير القوم أن يتفقّد أصحابه، ويسأل عنهم إذا غابوا تأسّيًا بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

٥ - (ومنها): ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من كمال التصديق فيما يُخبر به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الأمور الغيبيّة، حيث قال الراوي: "فكنّا نراه يمشي بين أظهرنا رجلًا من أهل الجنّة".

٦ - (ومنها): أن الآية المذكورة نزلت آمرةً بتعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوقيره، وخفض الصوت لحضرته، وعند مخاطبته، بحيث إنه إذا نطق، ونطقوا، ينبغي ألا يبلغوا بأصواتهم وراء الحد الذي يبلغه بصوته، وأن يغُضّوا منها، بحيث يكون كلامه غالبًا لكلامهم، وجهره باهرًا لجهرهم، حتى تكون


(١) راجع: "الفتح" ١/ ١٣٦ - ١٣٧ "كتاب الإيمان".