للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي قِلَابَةَ) عبد الله بن زيد، أنه (قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ) الخليفة الزاهد المشهور المتوفّى سنة (١٠١ هـ) تقدّمت ترجمته في "المقدّمة" ٦/ ٤٦. (فَقَالَ لِلنَّاسِ) وفي بعض النسخ: "فقال لناس" (مَا) استفهاميّة؛ أي: أَيَّ شيء (تَقُولُونَ فِي الْقَسَامَةِ؟)؛ أي: في حكمها، هل يقاد بها أم لا؟.

قال في "الفتح": زاد أحمد بن حرب، عن إسماعيل ابن عُلَيّة، عند أبي نعيم في "المستخرج": "فَأَضَبَّ الناسُ"؛ أي: سكتوا مُطْرقين، يقال: أَضَبُّوا: إذا سكتوا، وأضبوا: إذا تكلموا، وأصل أضبّ: أضمر ما في قلبه، ويقال: أضب على الشيء: لَزِمه، والاسم: الضَّبّ كالحيوان المشهور، ويَحْتَمِل أن يكون المراد أنهم عَلِمُوا رأي عمر بن عبد العزيز في إنكار القسامة، فلما سألهم سكتوا، مضمرين مخالفته، ثم تكلم بعضهم بما عنده في ذلك، كما وقع في هذه الرواية: "قالوا: نقول: القسامة الْقَوَد بها حقّ، وقد أقادت بها الخلفاء"، وأرادوا بذلك ما تقدم نقله عن معاوية، وعن عبد الله بن الزبير، وكذا جاء عن عبد الملك بن مروان، لكن عبد الملك أقاد بها، ثم نَدِمَ كما ذكره أبو قلابة بعد ذلك، في رواية حماد بن زيد، عن أيوب، وحجاج الصَّوّاف، عن أبي رجاء: "أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس في القسامة، فقال قوم: هي حقٌّ قَضَى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقضى بها الخلفاء"، أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"، وأصله عند الشيخين من طريقه. انتهى (١).

(فَقَالَ عَنْبَسَةُ) - بفتح المهملة، وسكون النون، وفتح الموحدة، بعدها سين مهملة - ابن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أُميّة، أبو أيوب، ويقال: أبو خالد الأمويّ، أخو عمرو الأشدق، ثقةٌ [٣].

رَوَى عن أبي هريرة، وأنس، وعمر بن عبد العزيز قوله في القسامة.

ورَوَى عنه أبو قلابة، والزهريّ.

قال ابن معين، وأبو داود، والنسائيّ، والدارقطنيّ: ثقة، وقال أبو حاتم:


(١) "الفتح" ١٦/ ٩٣ - ٩٤، كتاب "الديات" رقم (٦٨٩٩).