لا بأس به، وقال الدارقطنيّ: كان جليس الحجاج، ورَوَى عنه أيضًا محمد بن عمرو بن علقمة، قال الزبير: كان انقطاعه إلى الحجاج، وحُكِي أنه بعد موت أبيه دعا مروان بن الحكم في وليمة عرسه، ورأى بِزّةً حسنةً، فسأله: أعليك دَين؟ قال: نعم، فقال: لِمَ لا جعلت هذه الْبِزّة في وفائه؟ قال: فاهتممت بذلك حتى قضيت دَيني، واقتنيت المال بعدُ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووَثّقه يعقوب بن سفيان.
وقال في "الفتح": عنبسة المذكور هو الأمويّ، أخو عمرو بن سعيد المعروف بالأشدق، واسم جدّه العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، وكان عنبسة من خيار أهل بيته، وكان عبد الملك بن مروان بعد أن قتل أخاه عمرو بن سعيد يُكرمه، وله رواية، وأخبار مع الحجاج بن يوسف، ووثقه ابن معين وغيره. انتهى (١).
أخرج له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الموضع.
(قَدْ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (كَذَا وَكَذَا) وفي رواية: فقال عنبسة بن سعيد: فأين حديث أنس بن مالك في الْعُكْليين؟ قال في "الفتح": كذا في هذه الرواية، وتقدَّم في "الطهارة" وغيرها بلفظ: "الْعُرنيين"، وأوضحت أن بعضهم كان من عُكْل، وبعضهم كان من عُرينة، وثبت كذلك في كثير من الطرق. انتهى.
قال أبو قلابة:(فَقُلْتُ: إِيَّايَ حَدَّثَ أَنَسٌ) - رضي الله عنه -؛ أي: حدَّثني أنس - رضي الله عنه - بحديث العرنيين، فقال:(قَدِمَ) بكسر الدال (عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَوْمٌ) وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ) فاعل "ساق" ضمير ابن عون؛ أي: ساق حديث قصّة العرنيين (بِنَحْوِ) سياق (حَدِيثِ أَيُّوبَ) السختياني المذكور في الحديث الذي قبله (وَ) بسياق حديث (حَجَّاجِ) بن أبي عثمان المذكور قبل حديث.
قال الجامع عفا الله عنه: رواية ابن عون هذه ساقها البخاريّ - رحمه الله - في "التفسير" من "صحيحه"، فقال: