للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأجيره، ومن انضم إليهما، ممن يلوذ بهما، أو بأحدهما، وفي الرواية الآتية: "فرُفِع إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية ابن سيرين الآتية: "فاستعدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية: "فانطلق"، وفي لفظ: "فأتى"، وفي لفظ: "فأتيا".

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَيَعَضُّ) - بفتح أوله، والعين المهملة، بعدها ضاد معجمة ثقيلة - وفي رواية: "يَعْمِد أحدكم إلى أخيه، فيعضّه"، وأصل عَضَّ عَضِضَ بكسر الأولى، يَعْضَض، بفتحها، فأُدغمت، قاله في "الفتح" (١).

(أَحَدُكُمْ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ؟) وفي حديث سلمة: "كعضيض الفحل وهو بالحاء المهملة: الذَّكر من الإبل، ويُطلَق على غيره من ذكور الدوابّ، وفي رواية هشام بن معاذ الآتية: "أردت أن يقضمها - بسكون القاف، وفتح الضاد المعجمة، على الأفصح - كما يقضم الفحل"، من القضم، وهو الأكل بأطراف الأسنان، والخضم - بالخاء المعجمة، بدل القاف -: الأكل بأقصاها، وبأدنى الأضراس، ويُطْلَق على الدّقّ والكسر، ولا يكون إلا في الشيء الصُّلْب، حكاه صاحب "الراعي" في اللغة، قاله في "الفتح" (٢).

وقال في "اللسان": القضم: الأكل بأطراف الأسنان، والأضراس، وقيل: هو أكل الشيء اليابس، والخَضْمُ: الأكل بجميع الفم، وقيل: هو أكل الشيء الرطب، والقضم دون ذلك، وقولهم: يُبْلغ الخَضْمُ بالقضم؛ أي: أن الشَّبْعَة قد تُبْلغ بالأكل بأطراف الفم، ومعناه: أن الغاية البعيدة قد تُدرَك بالرفق، قال الشاعر [من الطويل]:

تَبَلَّغْ بِأَخْلَاقِ الثِّيَابِ جَدِيدَهَا … وبِالْقَضْمِ حَتَّى تُدْرِكَ الْخَضْمَ بِالْقَضْمِ

(لَا دِيَةَ لَهُ") في رواية الكشميهنيّ في البخاريّ: "لا دية لك"، ووقع في رواية هشام بن معاذ: "فأبطله، وقال: أردت أن تأكل لحمه"، وفي حديث سلمة: "ثم تأتي تلتمس العقل، لا عقل لها، فأبطلها"، وفي رواية ابن سيرين الآتية: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تأمرني؟ تأمرني أن آمره أن يَدَعَ يده في فيك، تقضمها كما يقضم الفحل، ادفع يدك حتى يعَضّها، ثم انزعها"، كذا لمسلم، وعند أبي نعيم في "المستخرج" من الوجه الذي أخرجه مسلم: "إن شئت


(١) "الفتح" ١٦/ ٦٤.
(٢) "الفتح" ١٦/ ٦٤.