عمير:"فقال أبوها: إنما يعقلها بنوها، فاختصموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الدية على العصبة، وفي الجنين غرة، فقال: ما وُضع فحل، ولا صاح فاستهلّ، فأبطله فمثله يطل".
قال الحافظ: وبهذا يُجمَع الاختلاف، فيكون كلٌّ من أبيها وأخيها وزوجها قالوا ذلك؛ لأنهم كلهم من عصبتها، بخلاف المقتولة، فإن في حديث أسامة بن عمير أن المقتولة عامرية، والقاتلة هذلية، ووقع في رواية أسامة، فقال:"دعني من أراجيز الأعراب"، وفي لفظ:"أسجاعة بك؟ "، وفي آخر:"أسجع كسجع الجاهلية؟، قيل: يا رسول الله، إنه شاعر"، وفي لفظ:"لسنا من أساجيع الجاهلية في شيء"، وفيه:"فقال: إن لها ولدًا هم سادة الحي، وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم، قال: بل أنت أحق أن تعقل عن أختك من ولدها، فقال: ما لي شيء، قال: يا حمل - وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأة، وأبو الجنين - اقبض من صدقات هذيل"، أخرجه البيهقي، وفي رواية ابن أبي عاصم:"ما له عبد، أو أمة، قال: عَشر من الإبل، قالوا: ما له من شيء، إلا أن تعينه من صدقة بني لحيان، فأعانه بها، فسعى حمل عليها حتى استوفاها"، وفي حديثه عند الحارث بن أبي أسامة:"فقضى أن الدية على عاقلة القاتلة، وفي الجنين غرة: عبد، أو أمة، أو عَشر من الإبل، أو مائة شاة".
ووقع في حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه:"قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجنين بغرّة: عبد، أو أمة، أو فرس، أو بغل"، وكذا وقع عند عبد الرزاق في رواية ابن طاوس، عن أبيه، عن عمر مرسلًا، فقال حمل بن النابغة:"قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدية في المرأة، وفي الجنين غرة عبد، أو أمة، أو فرس".
وأشار البيهقيّ إلى أن ذِكر الفرس في المرفوع وَهَمٌ، وأن ذلك أُدرج من بعض رواته على سبيل التفسير للغرّة، وذكر أنه في رواية حماد بن زيد عن عمرو بن دينار، عن طاوس، بلفظ:"فقضى أن في الجنين غرة"، قال طاوس: الفرس غرة.
قال الحافظ: وكذا أخرج الإسماعيليّ من طريق حماد بن زيد، عن