للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واحده إنسان، من غير لفظه، مشتقّ من ناس ينوس: إذا تدلّى، وتحرّك، فيُطلق على الجنّ والإنس، قال الله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥)} [الناس: ٥]، ثم فسّر الناس بقوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)} [الناس: ٦].

[تنبيه]: قال صاحب "التنبيه": قوله: "أن ناسًا من أهل الشرك" عُرِف منهم وحشيُّ بن حرب. انتهى (١).

وفي "صحيح البخاريّ" عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "لما نزلت التي في سورة الفرقان قال مشركو مكة … " قال في "الفتح": في رواية الطبرانيّ من وجه آخر عن ابن عباس أن السائل عن ذلك وحشيّ بن حرب قاتل حمزة، قال: روى ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدّثني نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: "اتّعدتّ أنا وعيّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص أن نُهاجر إلى المدينة، فذكر الحديث في قصّتهم، ورجوع رفيقه، فنزلت: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، قال: فكتبت بها إلى هشام". انتهى (٢).

وقوله: (مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ) متعلّق بصفة لـ"ناس" (قَتَلُوا) أنفسًا (فَأَكْثَرُوا) القتل (وَزَنَوْا) بفتح النون، أصله زَنَيُوا، فقُلبت الياء ألفًا؛ لتحرّكها، وانفتاح ما قبلها، ثم حُذفت الألف؛ لالتقاء الساكنين (فَأَكْثَرُوا) الزنا (ثُمَّ أَتَوْا) بفتح التاء، أصله أَتَيُوا فُعل به ما فُعل بـ"زَنَوْا" (مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا) له - صلى الله عليه وسلم - (إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو) مفعول الفعلين محذوف، وهو عائد الصلة: أي إن الذي تقوله، وتدعو الناس إليه من التوحيد، وإخلاص الطاعة لله تعالى (لَحَسَنٌ، وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا) من المعاصي (كَفَّارَةً) قال النووي: فيه محذوف، وهو جواب "لو":. أي لو تُخبرنا لأسلمنا، وحذف جوابها كثير في القرآن العزيز، وكلام العرب، كقوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: ٩٣]، وأشباهه. انتهى (٣).

وقال القرطبيّ: يحتمل أن تكون "لو" هنا للامتناع، ويكون جوابها محذوفًا، تقديره: لأسلمنا، أو نحوه، ويَحْتَمِل أن يكون تَمَنِّيًا بمعنى "ليتَ"، والأول أظهر. انتهى (٤).


(١) "تنبيه المعلم" ص ٧٢.
(٢) "الفتح" ٨/ ٥٥٠.
(٣) "شرح النوويّ" ٢/ ١٣٩ - ١٤٠.
(٤) "المفهم" ١/ ٣٣١.