للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالكسر، ويتعدى بالتضعيف ع ونَفَرَ الجرح نُفُورًا: وَرِمَ، ونَفَرَ الحاجّ من مِنًى: دفعوا. انتهى (١)، وقوله: (غَازِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ) منصوب على الحال، (خَلَفَ أَحَدُهُمْ) يقال: خَلَفَ فلانًا على أهله وماله، من باب قَعَد: صار خليفته، وخَلَفته: جئتُ بعده، والْخِلْفَةُ بالكسر اسم منه؛ كالقِعْدة لهيئة القُعُود (٢). (لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ)؛ أي: له صوت كصوت التيس عند السفاد، يقال: نَبَّ يَنِبّ، من باب ضرب نَبًّا، ونبيبًا، ونُبابًا بالضمّ، ونَبْنب: صاح عند الْهِيَاج.

والتيس: الفحل من الغنم، والمراد أن بعض الناس يظهرون شهوتهم على النساء الْمُغِيبات بعد ما خرج رجالهنّ إلى الغزو، ولعل بعض المنافقين كانوا يفعلون ذلك.

قال صاحب "التكملة": وبهذه الخطبة اغترّ بعض المعاصرين، وقالوا: إن ماعزًا - رضي الله عنه - كان يفعل ذلك، ولذلك ذكره النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد رجمه، والحقّ أنه ليس في هذه الخطبة ما يدلّ على ذلك، وإنما ذكره النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد رجمه؛ ليعتبر هؤلاء المفسدون بعقوبة ماعز، وينتبهوا بأنه يمكن معاقبتهم أيضًا بمثل هذه العقوبة، وأما ماعز - رضي الله عنه - فسيأتي للمصنّف أن أهله شهدوا له بقولهم: "ما نعلمه إلا وفيّ العقل، من صالحينا"، ولقد شَهِد له النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "إنه الآن لفي أنهار الجنّة ينغمس"، كما أخرجه أبو داود، فكيف يصحّ فيه أنه كان معتادًا بمثل هذه الفاحشة؟ والعياذ بالله، وأما صدور الإثم فكان اتفاقيًّا، ولم يكن متعوّدًا لذلك، كما يدلّ عليه اعترافه، وندمه - رضي الله عنه -. انتهى (٣).

(يَمْنَحُ) بفتح الياء والنون؛ أي: يعطي (أَحَدُهُمُ) بالرفع على الفاعليّة، ومفعوله الأول محذوف؛ أي: النساءَ، وفي بعض النسخ: "يمنح إحداهنّ"، فيكون "إحداهنّ" هو المفعول الأول، وفاعله ضمير "أحدهم"، (الْكُثْبَةَ) - بضم الكاف وإسكان المثلثة -: القليل من اللبن وغيره، وقيل: هي مثلُ الْجُرعة تبقى في الإناء، وقيل: قدرُ حَلْبة، وقيل: ملء القَدَح من اللبن (٤).


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦١٧.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ١٧٨.
(٣) راجع: "تكملة فتح الملهم" ٢/ ٤٤٣.
(٤) "لسان العرب" ١/ ٧٠٢.