كلام القاضي - رحمه الله -، وهو صحيح كما قال، ولم يذكر أحد سماعًا ليحيى بن يعلى هذا من غيلان، بل قالوا: سمع أباه، وزائدة. انتهى كلام النوويّ (١).
وقال الحافظ أبو عليّ الجيّاني - رحمه الله - في "التقييد"(٣/ ٨٧٢): هكذا إسناد هذا الحديث لجميع الرواة عندنا، وخرّجه أبو مسعود الدمشقيّ عن مسلم، عن أبي كريب، عن يحيى بن يعلى، عن أبيه، عن غيلان، فزاد في الإسناد رجلًا، وهو يعلى بن الحارث، وكذلك خرّجه أبو داود في "كتاب السنن"(٤٤٣٣) وأبو عبد الرحمن النسائيّ في كتابه "الكبرى"(٧١٤٨) أيضًا من حديث يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن غيلان بن جامع، وهو الصواب، وقد نبّه أبو محمد عبد الغنيّ على الساقط من هذا الإسناد في نسخة أبي العلاء بن ماهان - فالحمد لله -.
وفي "كتاب الزكاة" من "السنن" لأبي داود (١٦٦٤): حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: نا يحيى بن يعلى المحاربيّ، قال: نا أبي، قال: نا غَيلان، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} الآية [التوبة: ٣٤] كبُر ذلك على المسلمين. . . الحديث، وهذا السند يشهد بصحّة ما تقدّم.
وقال البخاريّ في "التاريخ الكبير"(٨/ ٣١١): يحيى بن يعلى سمع أباه، وزائدة بن قُدامة.
وقال الحافظ الرشيد العطّار في "غرر الفوائد"(١٦): هكذا إسناد هذا الحديث في جميع النسخ التي رأيتها من "صحيح مسلم"، ثم ذكر كلام الجيّاني في "التقييد"، وقال: وإذا ثبت انقطاعه من هذا الوجه، فإنه متّصلٌ في "كتاب مسلم" من وجه آخر، ومع ذلك فقد اتّصل حديث يحيى بن يعلى، عن أبيه في كتاب النسائيّ، وأبي داود أيضًا في "سُننه"، فثبت اتّصاله من هذا الوجه الآخر - ولله الحمد - انتهى، وهو بحث مفيد، والله تعالى أعلم.