للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القرطبيّ رحمهُ اللهُ: هذا إنما كان لِمَا ظهر من زناها بالْحَبَل، كما دلّ عليه قوله: "فإذا هي حديثة عهد بنفاس". انتهى (١).

(فَإِذَا) هي الفجائيّة؛ أي: ففاجأني كونها حديث عهد بالنفاس، (هِيَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِنِفَاسٍ) بكسر النون؛ أي: ولادة، يعني: أنها جديد الوقت بالولادة، وكان ذلك الولد من الزنا، كما بُيّن في الرواية الآتية في التنبيه الآتي.

[تنبيه]: النفاس بالكسر هنا بمعنى الولادة، قال الفيّومي رحمهُ اللهُ: نُفست المرأة بالبناء للمفعول، فهي نُفساء، والجمع: نِفاش بالكسر، ومثله عَشَراء وعِشَار، وبعض العرب يقول: نَفِسَت تَنْفَس، من باب تَعِبَ، فهي نافسٌ، مثل حائض، والولد منفوسٌ، والنفاس بالكسر أيضًا: اسم من ذلك. انتهى (٢).

(فَخَشِيتُ) بكسر الشين، من باب تَعِبَ، (إِنْ أَنَا جَلَدْتُهَا أَنْ أَقْتُلَهَا) في تأويل المصدر مفعول "خَشِيتُ"، و"جلدتها" مفسّر لعامل "أنا" المقدّم بعد "إن" الشرطيّة، كقول الحماسيّ [من الطويل]:

وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضيْمَهَا … فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ جَمِيلُ

وجواب الشرط محذوفٌ دلّ عليه الكلام المؤوّل من الفعل ومفعوله؛ أي: خشيت قَتْلها، أفاده الطيبيّ رحمهُ اللهُ (٣).

(فَذَكَرْتُ ذَلِكَ)؛ أي: كونها قريبة عهد بالنفاس (لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَحْسَنْتَ" أي: حيث لم تجلدها في نفاسها، وفيه أن الجلد واجب على الأمة الزانية وأن النفساء، والمريضة، ونحوهما يؤخّر جلدهما إلى البرء، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عليّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمهُ اللهُ.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) "المفهم" ٥/ ١٢٥.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦١٧.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٥٢٠ - ٢٥٢١.