(المسألة الأولى): حديث حكيم بن حزام - رضي الله عنه - هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه المصنّف هنا في "الإيمان"[٥٨/ ٣٣٠ و ٣٣١ و ٣٣٢ و ٣٣٣](١٢٣)، و (البخاريّ) في "الزكاة"(١٤٣٦)، و"البيوع"(٢٢٢٠)، و"العتق"(٢٥٣٨)، و"الأدب"(٥٩٩٢)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(١٩٦٨٥)، و (الحميديّ) في "مسنده"(٥٥٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ٤٠٢، و ٤٣٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢٠٥ و ٢٠٦ و ٢٠٨ و ٢٠٩ و ٢١٠)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٣١٧ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٢١)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٩/ ١٢٣ و ١٠/ ٣١٦)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٣٠٨٦ و ٣٠٨٧)، و (البغويّ) في "شرح السنة"(٢٧)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان حكم العمل الصالح الذي عمله الكافر في حال كفره، وهو أنه يُثاب عليه، قال السنديّ: هذا الحديث يدلّ على أن حسنات الكافر موقوفة إن أسلم تُقبل، وإلا تُردّ، لا مردودة، وعلى هذا، فنحو قوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ} الآية [النور: ٣٩] محمول على من مات على الكفر، والظاهر أنه لا دليل على خلافه، وفضل الله تعالى أوسع من هذا وأكثر، فلا استبعاد فيه. قال: وإذا بقي على كفره، فإنه يُجازى على فعل الخيرات بالدنيا، فقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"إن الكافر إذا عَمِل حسنة أُطعم بها طُعمة من الدنيا، وأما المؤمن، فإن الله يَدَّخِر له حسناته في الآخرة، ويُعْقِبه رِزقًا في الدنيا على طاعته"، وقد سبق آنفًا ذكر اختلاف العلماء في توجيه هذا الحديث، وأن الصواب أنه على ظاهره من أن ما عمله الشخص في حال كفره من الخيرات يؤجر عليه، وما عدا ذلك من الأقوال، فإنها مردودة بالنصوص الواضحة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
٢ - (ومنها): بيان فضل هذا الصحابي الجليل - رضي الله عنه -، حيث جبله الله تعالى على طباع جميلة، وأخلاق حميدة، دعته أخيرًا إلى اعتناق الإسلام، فلما أخبره - صلى الله عليه وسلم - بأن أعماله التي أحسن بها في جاهليته مثاب عليها، نذر على