٣ - (يُونُسُ) بن يزيد بن أبي النِّجَاد الأمويّ مولاهم، أبو يزيد الأيليّ، ثقةٌ ثبتٌ، من كبار [٧](ت ١٥٩) أو بعدها (ع) تقدم في "المقدمة" ٣/ ١٤.
٤ - (ابْنُ شِهَابٍ) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهريّ، أبو بكر المدنيّ، ثقةٌ ثبتٌ حجة فقيه إمام مشهور، رأس الطبقة [٤](ت ١٢٥)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٣٤٨.
والباقون ذُكروا قبله.
وقوله:(سَمِعَ جَلَبَةَ خَصْمٍ)"الْجَلَبَة" - بفتح الجيم، واللام، والموحّدة -: اختلاط الأصوات، وفي الرواية الآتية:""اللَّجَبَةَ" - بتقديم اللام على الجيم - وهي لغة في "الجلبة".
و"الخَصْم" - بفتح الخاء وسكون الصاد -: الجماعة المتخاصمون، وهو اسم مصدر يستوي فيه الواحد والجمع والمثنى، مذكرًا ومؤنثًا، ويجوز جمعه وتثنيته، كما في رواية: "خُصُوم"، وكما في قوله تعالى:{هَذَانِ خَصْمَانِ}[الحج: ١٩].
وقوله:(بِبَابِ حُجْرَتِهِ) وفي رواية: "عند بابه"، والحجرة المذكورة: هي منزل أم سلمة - رضي الله عنها -، كما وقع مفسّرًا في رواية معمر الآتية.
وقوله:(إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ) "البشر": الخلق، يُطلق على الجماعة والواحد، بمعنى أنه منهم، والمراد أنه مشارك للبشر في أصل الخلقة، ولو زاد عليهم بالمزايا التي اختصّ بها في ذاته، وصفاته، والحصر هنا مجازي؛ لأنه يختص بالعلم الباطن، ويسمى قصر قلب؛ لأنه أتى به ردًّا على من زعم أنّ من كان رسولًا، فإنه يعلم كل غيب، حتى لا يخفى عليه المظلوم، قاله في "الفتح".
وقال أبو العبّاس القرطبيّ رحمه الله: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشرٌ": تنبيه على أن أصل البشرية عدم العلم بالغيب، وبما يخفى من البواطن، إلا من أطلعه الله تعالى على شيء من ذلك، وعلى جواز الغلط والسهو عليهم، إلا من عصمه الله تعالى من ذلك، وقد كان الله تعالى قادرًا أن يُطلع نبيّه - صلى الله عليه وسلم - على بواطن كلّ من يتخاصم إليه، فيحكم بخفيّ ذلك، ويُخبر به، كما اتّفق له في مواضع، كقصّة حاطب بن أبي بلتعة، وحديث فَضالة بن عُمير، وذلك أنه أراد قتل النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يطوف بالبيت، قال: فلما دنوت منه، قال: "أفضالةُ؟ "، قلت: نعم، قال: