للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَكَانَتْ سُهْمَانُهُمُ) - بضمّ، فسكون -: جمع سهم، ويُجمع على أسهُم، وسِهام؛ أي: أنصباؤهم، والمراد: أنه بلغ نصيب كل واحد منهم هذا القدر، وتوهَّم بعضهم أن ذلك جميع الأنصباء، قال النوويّ: وهو غلط، فقد جاء في بعض روايات أبي داود وغيره: أن الاثني عشر بعيرًا كانت سُهمان كل واحد من الجيش والسرية، ونَفَّل السرية سوى هذا بعيرًا بعيرًا. انتهى (١).

(اثْنَي عَشَرَ بَعِيرًا) هكذا وقع "اثني عشر" بالياء، ووقع في نسخة شرح النوويّ بلفظ: "اثنا عشر" بالألف، قال النوويّ رَحمه اللهُ: هكذا هو في أكثر النسخ: "اثنا عشر"، وفي بعضها: "اثني عشر"، وهذا ظاهر، والأول أيضًا صحيح على لغة من يجعل المثنى بالألف، سواء كان مرفوعًا، أو منصوبًا، أو مجرورًا، وهي لغة أربع قبائل من العرب، وقد كثرت في كلام العرب، ومنها قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: ٦٣]. انتهى (٢).

(أَوْ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا) قال في "الفتح": هكذا رواه مالك بالشك، والاختصار وإبهام الذي نَفّلَهم، وقد وقع بيان ذلك في رواية ابن إسحاق، عن نافع، عند أبي داود، ولفظه: "فخرجت فيها، فأصبنا نَعَمًا كثيرًا، وأعطانا أميرنا بعيرًا بعيرًا لكل إنسان، ثم قَدِمنا على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقسم بيننا غنيمتنا، فأصاب كلُّ رجل منا اثنا عشر بعيرًا بعد الخمس".

وأخرجه أبو داود أيضًا من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن نافع، ولفظه: "بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جيش قِبَل نجد، وانبعث سرية من الجيش، وكان سُهْمان الجيش اثني عشر بعيرًا، اثني عشر بعيرًا، ونفّل أهل السرية بعيرًا بعيرًا، فكانت سُهمانهم ثلاثة عشر بعيرًا، ثلاثة عشر بعيرًا".

وأخرجه ابن عبد البر من هذا الوجه، وقال في روايته أن ذلك الجيش كان أربعة آلاف، قال ابن عبد البرّ: اتَّفَق جماعة رواة "الموطأ" على روايته بالشكّ، إلا الوليد بن مسلم، فإنه رواه عن شعيب، ومالك جميعًا، فلم يشك، وكأنه حَمَل رواية مالك على رواية شعيب

قال الحافظ: وكذا أخرجه أبو داود، عن القعنبيّ، عن مالك، والليث،


(١) "شرح النوويّ" ١٢/ ٥٥.
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ٥٤.