للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (سِوَى نَصِيبِنَا مِنَ الْخُمْسِ) قال القرطبيّ رحمه اللهُ: قوله: "من الخمس" هذا الجارّ والمجرور في موضع الصفة لـ"نفلًا"؛ يعني: أنه نَفّلهم نفلًا من الخمس، وليس في موضع الحال من "نصيبنا"؛ لأنه يلزم عليه أن يكون لهم نصيب في الخمس غير النفل، ولم يُنْقَل هذا بوجه، ولا قاله أحدٌ فيما علمته. انتهى (١).

وقوله: (فَأَصَابَنِي شَارِفٌ)؛ أي: كان نصيبي من ذلك النفَل شارف.

وقوله: (وَالشَّارِفُ: الْمُسِنُّ الْكَبِيرُ) الظاهر أن هذا مُدرج من بعض الرواة، ولعله من الزهريّ؛ لأنه مشهور بذلك، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَالشَّارِفُ: الْمُسِنُّ الْكَبِيرُ)؛ أي من النوق، قال المجد رحمه اللهُ: الشَّارِف من النُّوق: الْمُسِنّة الْهَرِمَة، كالشارِفة. انتهى (٢).

وقال القاضي عياض رحمه اللهُ: لا يقال الشارف للذكور، فالشارف: المسنّة الكبيرة، إلا أن يراد بقوله: "المسنّ" البعير؛ لأنه يُطلق على الذكر والأنثى، فذكّر الوصف على اللفظ. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم.

والحديث أخرجه المصنف هنا [١٢/ ٤٥٥٣ و ٤٥٥٤ و ٤٥٥٥] (١٧٥٠)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٢٣١)، و (الطبراني) في "الأوسط" (٢/ ٣٢٩) و"الكبير" (٢٢/ ٢٤٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى المؤلف رحمه اللهُ أوّل الكتاب قال:

[٤٥٥٤] ( … ) - (وَحَدَّثنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيّ، حَدَّثنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ (ح) وَحَدَّثَنى حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: بَلَغَني عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَفَّلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً، بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ رَجَاءٍ).

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى) التُّجيبيّ، تقدّم قريبًا.

والباقون ذُكروا في الباب والبابين السابقين، و"ابْنُ الْمُبَارَكِ" هو: عبد الله الإمام المشهور.

[تنبيه]: رواية ابن شهاب: "بلغني … إلخ" ساقها البيهقيّ رحمه الله في "الكبرى"، فقال:


(١) "المفهم" ٣/ ٥٣٩.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٦٨٠.
(٣) راجع: "إكمال المعلم" ٦/ ٥٩.