(١٢٥٧٧) - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: بلغني عن عبد الله بن عمر أنه قال: "نَفَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيّةً من سراياه، بعثها إلى نجد، فنَفَّلهم من إبل، جاؤوا بها نَفَلًا سوى نصيبهم من المغنم". انتهى (١).
[تنبيه آخر]: ذكر الحافظ رشيد الدين العطَّار رحمه اللهُ في كتابه "غرر الفوائد" تعقّبًا على مسلم رحمه اللهُ في هذا الحديث، ثم أجاب عنه، ودونك نصّه:
قال: أخرج مسلم في "كتاب الجهاد"، حديث يونس، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: نَفّلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفلًا، سوى نصيبنا من الخمس، فأصابني شارف - والشارف: المسنّ الكبير -.
ثم أردفه بقوله: حدَّثنا هنّاد بن السريّ، ثنا ابن المبارك (ح) قال: وحدّثني حرملة بن يحيى، أنبا ابن وهب، كلاهما عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغني عن ابن عمر قال: نَفّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، بنحو حديث ابن رجاء - يعني: عن يونس -.
قال الرشيد العطار: وهذا الحديث قد أورده مسلم من حديث عبد الله بن رجاء الْغُدَانيّ، عن يونس، عن الزهريّ بإسناده المتصل الذي ذكرناه أولًا، ثم أورد بعده حديث ابن المبارك، وابن وهب كلاهما عن يونس، بإسناده المقطوع، وإنما أراد بذلك - والله أعلم - أن ينبِّه على الاختلاف فيه على يونس، كما فعل في عِدّة أحاديث تُشبه هذا الحديث، وقد تقدم بعضها.
وعبد الله بن رجاء الذي وصله ثقةٌ، صدوقٌ، عند أهل النقل، إلا أن عمرو بن عليّ الفلاس نَسَبه إلى كثرة الغلط.
وعبد الله بن المبارك، وابن وهب مقدَّمان عليه في الحفظ عندهم، ولهذا جعل الدارقطنيّ القول قولهما في إسناد هذا الحديث، وقال: لو كان الزهريّ سمعه من سالم لم يَكْنِ عن اسمه، والله عزَّ وجلَّ أعلم.
قال العطّار: والعذر لمسلم في ذلك أنه إنما أورده هكذا في الشواهد،