للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: صَدَقَ يَا رَسُولَ الله، سَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّه، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: لَاهَا اللهِ إِذًا لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسُدِ الله، يُقَاتِلُ عَنِ الله، وَعَنْ رَسُولِه، فَيُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَقَ، فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ"، فَأَعْطَانِي، قَالَ: فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لأوَّلُ مَالٍ تَأثَّلْتُهُ فِي الإسْلَامِ. وَفي حَدِيثِ اللَّيْثِ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا، لَا يُعْطِيهِ أُضَيْبعَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَدَعُ أَسَدًا مِنْ أُسُدِ اللهِ. وَفي حَدِيثِ اللَّيْثِ: لأوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ).

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (أَبُو الطَّاهِرِ) أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصريّ، ثقةٌ [١٠] (ت ٢٥٠) (م د س ق) تقدم في "المقدمة" ٣/ ١٠.

والباقون ذُكروا قبله، وفي الباب الماضي.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد.

أن فيه ثلاثة تابعيين، روى بعضهم عن بعض، وهم: يحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعمر بن كثير، وأبو محمد مولى أبي قتادة، وكلهم مدنيّون.

شرح الحديث:

(عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ) المدنيّ مولى أبي أيوب الأنصاريّ، وثّقه النسائيّ وغيره، وهو تابعيّ صغير، ولكن ابن حبّان ذكره في أتباع التابعين، قال الحافظ: وليس له في البخاريّ سوى هذا الحديث بهذا الإسناد، لكن ذكره في ثلاثة مواضع. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: وليس له عند مسلم أيضًا إلا هذا الحديث، وحديث آخر تقدّم في "كتاب الجنائز" برقم [٢/ ٢١٢٦] (٩١٨) من حديث أم سلمة - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أُمر به: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} … " الحديث، وأعاده بعده.

(عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ) نافع بن عبّاس، وقيل: عيّاش، (مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ) قيل له ذلك؛ للزومه إياه، وإلا فهو مولى عقيلة الغفاريّة، (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ) الأنصاريّ