للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والسادسة: يا عمُّ بالضمّ، وهي قليلة.

والأكثر في الاستعمال حذف الياء، والاجتزاء بالكسرة، نحو: يا عمّ، ويلي إثبات الياء ساكنةً، نحو: يا عمّي، ثم إثبات الياء مفتوحةً، نحو: يا عمّيَ، ثم قَلْبها ألفًا، نحو: يا عمَّا، ثم حذف الألف، نحو: يا عَمَّ، ثم البناء على الضمّ تشبيهًا له بالمفرد العلم، نحو: يا عمُّ (١).

(هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟) هو عمرو بن هشام بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ، فرعون هذه الأمة، (قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ) وفي بعض النسخ: "وما خطبك إليه" (يَا ابْنَ أَخِي؟) ناداه بهذا إكرامًا، وعطفًا، وإلا فليس بينهما نسب؛ إذ هو قرشيّ، والغلام أنصاريّ. (قَالَ: أُخْبِرْتُ) بالبناء للمجهول، (أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ) - بفتح السين المهملة -؛ أي: شخصي شخصه، وأصله أن الشخص يُرى على البعد أسود (٢). (حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا)؛ أي: لا أفارقه حتى يموت أحدنا، وهو الأقرب أجلًا.

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "حتى يموت الأعجل منّا"؛ أي: الأقرب أجلًا، وهو كلام مستعمَل عندهم يُفهم منه أنه يُلازمه، ولا يتركه إلى وقوع الموت بأحدهما، وصدورُ مثل هذا الكلام في حالة الغضب والانزعاج يدل على صحة العقل، وثبوت الفهم، والتثبت العظيم في النظر في العواقب؛ فإن مقتضى الغضب أن يقول: حتى أقتله؛ لكن العاقبة مجهولة. انتهى (٣).

(قَالَ) عبد الرحمن (فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ)؛ أي: لقول الغلام هذا؛ لأنه يدلّ على كمال شجاعته، (فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقَالَ مِثْلَهَا. قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ) - بفتح الشين، من باب تَعِب؛ أيْ لم ألبث، ولم أتأخّر، وقال القرطبيّ - رحمه الله -: معنى لم أنشب: لم أشتغل بشيء، وهو مِنْ نَشِبَ بالشيء: إذا دخل فيه، وتعلّق به. انتهى (٤).


(١) "شرح ابن عقيل على الخلاصة" مع "حاشية الخضريّ" ٢/ ١٢٣.
(٢) "المفهم" ٣/ ٥٤٨.
(٣) "المفهم" ٣/ ٥٤٨.
(٤) "المفهم" ٣/ ٥٤٨.