للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الظلع، وهو ألَمٌ يأخذ الدَّابة في بعض قوائمها، وكأنه استضعفهما لصغر أسنانهما، وتمنى أن يكون بين رَجُلين أقوى منهما. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "بين أضلع منهما" كذا للأكثر - بفتح أوله، وسكون المعجمة، وضم اللام - جمع ضِلْع، وروى بضم اللام، وفتح العين، من الضلاعة، وهي القوة، ووقع في رواية الحمويّ وحده: "بين أصلح منهما" بالصاد والحاء المهملتين، ونَسَبه ابن بطال لمسدّد شيخ البخاريّ، وقد خالفه إبراهيم بن حمزة، عند الطحاويّ، وموسى بن إسماعيل، عند ابن سنجر، وعفان، عند ابن أبي شيبة، يعني كلهم عن يوسف، شيخ البخاريّ فيه، فقالوا: "أضلع" بالضاد المعجمة، والعين، قال: واجتماع ثلاثة من الحفّاظ أولى من انفراد واحد. انتهى.

وقد ظهر أن الخلاف على الرواة عن الْفِربريّ، فلا يليق الجزم بأن مسدّدًا نَطَق به هكذا، وقد رواه أحمد في "مسنده"، وأبو يعلى، عن عبيد الله القواريريّ، وبشر بن الوليد، وغيرهما كلهم عن يوسف كالجماعة، وكذلك أخرجه الإسماعيليّ، من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن عفّان كذلك. انتهى (٢).

(فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا)؛ أي: أشار إليّ، أو جَسّني بيده، يقال: غَمَزَه غَمْزًا، من باب ضرب: أشار إليه بعين، أو حاجب، وغَمَزته بيدي، من قولهم: غَمَزتُ الكبشَ بيدي: إذا جَسَسته؛ لتعرف سِمَنه (٣).

وقال الطيبيّ: الغمز: العصر، والكبس باليد (٤).

(فَقَالَ: يَا عَمِّ) أصله يا عمي بياء المتكلّم، فحذفت؛ تخفيفًا، وفيه ستة أوجه، ذكر ابن مالك خمسة منها في "الخلاصة" حيث قال:

وَاجْعَلْ مُنَادًى صَحَّ إِنْ يُضَفْ "لِيَا" … كَ"عَبْدِ" "عَبْدِي" "عَبْدَ" "عَبْدَا" "عَبْدِيَا"


(١) "المفهم" ٣/ ٥٤٩.
(٢) "الفتح" ٧/ ٤٢٥، كتاب "فرض الخمس" رقم (٣١٤١).
(٣) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٤٥٣.
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" ٩/ ٢٧٧٥.