رَوَى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعنه ابن عباس، وهو ابن خالته، وجابر بن عبد الله، والمقدام بن معد يكرب، وقيس بن أبي حازم، وأبو العالية، وأبو وائل، وغيرهم.
استعمله أبو بكر على قتال أهل الردّة، ومُسيلِمة، ثم وجّهه إلى العراق، ثم إلى الشام، وهو أحد أمراء الأجناد الذين وُلُّوا فتح دمشق.
قال محمد بن سعد، وابن نمير، وغير واحد: مات بحمص سنة (٢١)، وقال دُحيم، وغيره: مات بالمدينة، وقيل: مات سنة (٢٢)، ويُروَى أنه لما حضرته الوفاة بَكَى، وقال: لقيت كذا وكذا زَحْفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو طعنة برمح، وها أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء.
وقال الزبير بن بكار: كان ميمون النَّقِيبة (١)، ولمّا هاجر لم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُوليه الخيل، ويكون في مقدمته، وقال محمد بن سعد: كان يُشبه عُمر في خلقته، وصفته، ولمّا نزل الْحِيرة قيل له: احذر السمّ لا تسقيكه الأعاجم، فقال: ائتوني به، فأخذه بيده، وقال: بسم الله، وشربه، فلم يضرّه شيئًا.
روى له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، والنسائيّ، وابن ماجه، له في هذا الكتاب هذا الموضع، وحديث آخر برقم (١٩٤٦): "لا، ولكنه ليس بأرض قومي، فأجدني أعافه … " الحديث.
(وَكَانَ) خالد - رضي الله عنه - (وَالِيًا عَلَيْهِمْ)؛ أي: على الجيش الذين وقعت فيهم هذه الواقعة، وهي غزوة مُؤتة، كما سيأتي بيانها في الرواية التالية. (فَأَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) بنصب "رسول" على أنه مفعول مقدّم، والفاعل قوله:(عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ) الأشجعيّ - رضي الله عنه -، (فَأَخْبَرَهُ)؛ أي: قصّ عوف قصّة الرجل القاتل، ومَنْع خالد له من سلبه، (فَقَالَ) - رضي الله عنه - (لِخَالِدٍ) - رضي الله عنه - ("مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ ") هذا فيه بيان واضح لمذهب الجمهور الذي رجّحناه سابقًا من أن القاتل يستحقّ