الْحَجّاج العراق في ولاية عبد الملك، وقال العجليّ: بصريّ ثقةُ، رجل صالح، وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبي: هل سمع زُرارة من ابن سلام؟ قال: ما أراه، ولكن يُدخَل في المسند، وقد سمع من عمران، وأبي هريرة، وابن عباس - رضي الله عنهم -.
وقال أبو جَنَابٍ القَصّاب: صلى بنا زُرارة الفجرَ، ولَمّا بَلَغَ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩)} [المدثر: ٨، ٩] شَهِقَ شَهْقَةً، فمات، وقال ابن سعد: مات فَجْأَةً سنة (٩٣)، وكان ثقةً، وله أحاديث.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب (١٦) حديثًا.
٧ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - تقدّم في الباب الماضي، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف، وفيه التحدي، والعنعنة.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، غير شيخه محمد بن عُبيد، فتفرّد به هو، وأبو داود، والنسائيّ.
٣ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: قتادة، عن زرارة.
٤ - (ومنها): أن زُرارة، وسعيد بن منصور هذا أول محلّ ذكرهما في هذا الكتاب، وقد ذكرت آنفًا عدد ما رواه المصنّف لهما من الأحاديث، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى) ووقع عند البخاريّ في "الأيمان والنذور": "حدّثنا زُرارة بن أوفى"، فصرّح قتادة بالتحديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) قال الحافظ: لم أقف على التصريح بسماع زُرارة لهذا الحديث من أبي هريرة، لكنه لم يوصف بالتدليس، فيُحمَل على السماع، وذكر الإسماعيليّ أن الفُرَات بن خالد أدخل بين زُرارة، وبين أبي هريرة في هذا الإسناد رجلًا من بني عامر، وهو خطأٌ، فإن زُرَارة من بني عامر، فكأنه كان فيه:"عن زرارة، رجلٍ من بني عامر" فظنّه آخر أُبهم، وليس كذلك. انتهى (١).
(١) "فتح" ١١/ ٥٦٠ "كتاب الأيمان والنذور" رقم الحديث (٦٦٦٤).