للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصّةً، أعطاها إياه، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} [الحشر: ٦] قال: فأعطى أكثرها للمهاجرين، وبقي منها صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي في أيدي بني فاطمة.

ورَوَى عُمر بن شَبّة، من طريق أبي عون، عن الزهريّ، قال: كانت صدقة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أموالًا لِمُخَيْريق - بالمعجمة، والقاف، مصغرًا (١) - وكان يهوديًّا، من بقايا بني قَينُقاع نازلًا ببني النضير، فأسلم وشَهِدَ أُحُدًا، فقُتِل به، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "مُخَيْريقٌ سابقُ يهود"، وأوصى مخيريق بأمواله للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريق الواقديّ بسنده عن عبد الله بن كعب، قال: قال مخيريق: إن أُصِبتُ فأموالي لمحمد - صلى الله عليه وسلم - يضعها حيث أراه الله، فهي عامّة صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكانت أموال مخيريق في بني النضير. انتهى (٢).


(١) مخيريق هذا له ترجمة في "الإصابة في تمييز الصحابة" ٦/ ٥٧، ودونك ملخّصها:
(٧٨٥٥) - مخيريق النَّضْري الإسرائيليّ، من بني النضير، ذكر الواقديّ أنه أسلم، واستُشهد بأُحد، وقال الواقديّ، والبلاذريّ، ويقال: إنه من بني قينقاع، ويقال: من بني القطيون، كان عالِمًا، وكان أوصى بأمواله للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهي: سبع حوائط: الميثب، والصائفة، والدلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف، ومشربة أم إبراهيم، فجعلها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صدقةً. أخرج عمر بن شبة في "أخبار المدينة" بسنده عن ابن شهاب، قال: كانت صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أموالًا لمخيريق، فأوصى بها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشَهِد أُحدًا، فقُتل بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة"، قال عبد العزيز: وبلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع، وأخرج الزبير بن بكار في "أخبار المدينة" بسنده عن عثمان بن كعب بن محمد بن كعب: أن صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت أموالًا لمخيريق اليهوديّ، فلما خرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أُحد قال لليهود: ألا تنصرون محمدًا، والله إنكم لتعلمون أن نصرته حقّ عليكم، فقالوا: اليوم يوم السبت، فقال: لا سبت، وأخذ سيفه، ومضى إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقاتل، حتى أثبتته الجراحة، فلما حضره الموت، قال: أموالي إلى محمد، يضعها حيث شاء، وذكر قصة وصيته بأمواله، وسمّاها، لكن قال: الميثر بدل الميثب، والمعوان عوض الأعواف، وزاد مشربة أم إبراهيم الذي يقال له: مهروز. انتهى.
(٢) "الفتح" ٧/ ٣٥٣، كتاب "فرض الخمس" رقم (٣٠٩٤).