وجَرَت عليه أحكام أهل الحرب، وللإمام سبي من أراد منهم، وله المنّ على من أراد.
٤ - (ومنها): أنه إذا منّ على ناقض العهد، ثم ظهرت منه محاربة انتقض عهده، وإنما ينفع المنّ فيما مضي، لا فيما يُستقبل، فكانت قريظة في أمان، ثم حاربوا النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ونقضوا العهد، وظاهروا قريشًا على قتال النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال الله تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (٢٦)} إلى آخر الآية الأخرى [الأحزاب: ٢٦]، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى المؤلِّف - رَحِمَهُ اللهُ - أَوَّل الكتاب قال:
٣ - (حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ) الْعُقيليّ، أبو عمر الصنعانيّ، نزيل عسقلان، ثقةٌ ربّما وَهِمَ [٨](ت ١٨١)(خ م مد س ق) تقدم في "الإيمان" ٨٧/ ٤٦١.
و"موسى بن عقبة" ذُكر قبله.
وقوله:(وَحَدِيثُ ابْنُ جُرَيْجٍ أَكْثَرُ، وَأَتَمُّ)؛ يعني: أن حديث ابن جريجٍ الماضي أكثر، وأتمّ من حديث حفص بن ميسرة، كما يظهر لك الفرق بينهما في التنبيه التالي.
[تنبيه]: رواية حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة هذه ساقها أبو عوانة - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:
(٦٧٠٢) - حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، في المغازي، قال: أنبأ ابن وهب، قال: حدّثني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، أن يهود بني النضير، وقريظة، قَتَلَ رجالهم، وقسم نساؤهم،