للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النسخ: "ووضع السلاح" بواوين، (فَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ) قال في "الفتح" عند قوله: "فلما رجع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، وضع السلاح، واغتسل، فأتاه جبريل" ما نصّه: هذا السياق يُبين أن الواو زائدة في الطريق التي في "الجهاد"، حيث وقع فيه بلفظ: "لمّا رجع يوم الخندق، ووضع السلاح، فأتاه جبريل"، وهو أَولى من دعوى القرطبيّ أن الفاء زائدة، قال: وكأنها زيدت كما زيدت الواو في جواب لَمّا. انتهى، ودعوى زيادة الواو في قوله: "ووضع" أَولى من دعوى زيادة الفاء؛ لكثرة مجيء الواو زائدة، ووقع في أول هذه الغزاة: "لَمّا رجع من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل أتاه جبريل"، فمن هنا ادَّعَى القرطبي أن الفاء زائدة.

ووقع عند الطبرانيّ، والبيهقيّ من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "سَلَّم علينا رجل، ونحن في البيت، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَزِعًا، فقمت في أثره، فإذا بدحية الكلبيّ، فقال: هذا جبريل"، وفي حديث علقمة: "يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة"، وذلك لمّا رجع من الخندق، قالت: فكأني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الغبار عن وجه جبريل.

وفي حديث علقمة بن وقاص، عن عائشة، عند أحمد، والطبرانيّ: "فجاءه جبريل، وإن على ثناياه لنقع الغبار"، وفي مرسل يزيد بن الأصم، عند ابن سعد: "فقال له جبريل: عفا الله عنك، وضعت السلاح، ولَمْ تضعه ملائكة الله"، وفي رواية حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، في حديث الباب: "قالت عائشة: لقد رأيته من خلل الباب، قد عَصَب الترابُ رأسه"، وفي رواية جابر، عند ابن عائذ: "فقال: قم، فشُدّ عليك سلاحك، فوالله لأَدُقّنهم دَقّ البِيضِ على الصفا". انتهى" (١).

وقوله: (وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ) جملة في محلّ نصب على الحال من"جبريل"؛ أي: والحال أن جبريل عليه السلام يُحرّك رأسه من الغبار الذي أصابه في الطريق، يقال: نَفَضَه نَفْضًا، من باب نصر: حرّكه؛ ليزول عنه الغبار


(١) "الفتح" ٩/ ٢١٥، كتاب "المغازي" رقم (٤١٢٢).