للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فجرى، قاله الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ (١). (وَاجْعَلْ مَوْتِي فِيهَا)؛ أي: بسببها، فـ "في" سببيّة، كما في حديث: "دخلت امرأة النار في هرّة ربطتها … " الحديث، متّفقٌ عليه.

قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هذا ليس من تمنّي الموت المنهيّ عنه؛ لأن ذلك فيمن تمنّاه لضرّ نزل به، وهذا إنما تمنّى انفجارها؛ ليكون شهيدًا. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ: هذا منه تَمَنٍّ للشهادة، وشوق لِمَا عند الله تعالى، وليس تمنّيًا للموت؛ لضرّ نزل به، الذي نُهى عنه. انتهى (٣).

(فَانْفَجَرَتْ)؛ أي: انشقّت الجرحة، (مِنْ لَبَّتِهِ) أي من صدره، وهو بفتح اللام، وتشديد الموحدة: هي موضع القلادة من الصدر، وهكذا في رواية البخاريّ، والإسماعيليّ، بلفظ: "من لبّته"، ووقع في رواية الكشميهنيّ: "من ليلته"، قال الحافظ: وهو تصحيف، فقد رواه حماد بن سلمة، عن هشام، فقال في روايته: "فإذا لَبَّته قد انفجرت من كَلْمِهِ"؛ أي: من جرحه، أخرجه ابن خزيمة، وكان موضعُ الجرح وَرِمَ حتى اتصل الوَرَمُ إلى صدره، فانفجر من ثَمَّ.

وقال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: قوله: "فانفجرت من لبته": هكذا هو في أكثر الأصول المعتمدة: "لَبَّتِه" - بفتح اللام، وبعدها باء موحدة مشددة مفتوحة - وهي النحر، وفي بعض الأصول: "مِن لِيتِهِ" - بكسر اللام، وبعدها ياء مثناة من تحتُ ساكنةٌ - واللِّيت: صفحة العنق، وفي بعضها: "مِن لَيْلَته"، قال القاضي عياض: قالوا: وهو الصواب، كما اتفقوا عليه في الرواية التي بعد هذه. انتهى (٤).

وقال القرطبيّ رَحِمَهُ اللهُ: قوله: "فانفجرت من لبته": كذا للرواية عن الأسديّ، بالباء بواحدة، وعن الصدفيّ: "من لِيته" بلام مكسورة، وياء باثنتين من تحتها ساكنة، وعند الْخُشَنيّ: "من ليلته"، قال: وهو الصواب، واللبة: الْمَنْحَر، واللِّيتُ: صفحة العنق. انتهى (٥).

[تنبيه]: بُيِّن سببُ انفجار الجرح في مرسل حميد بن هلال، عند ابن


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٦٢.
(٢) شرح النوويّ" ١٢/ ٩٥.
(٣) "المفهم" ٣/ ٥٩٦.
(٤) "شرح النوويّ" ١٢/ ٩٥.
(٥) "المفهم" ٣/ ٥٩٦.