للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأراد بذلك توبيخ سعد بن معاذ؛ لأنه رئيس الأوس، وكان جَبَلُ بن جَوّال حينئذ كافرًا، ولعل قصيدة كعب بن مالك التي قدمناها في غزوة بني النضير كانت جَوَابًا لجبل، والله أعلم.

وذكر ابن إسحاق لحسان بن ثابت قصيدة، على هذا الوزن والقافية، يقول فيها:

تَفَاقَدَ مَعْشَرٌ نَصَرُوا قُرَيْشًا … وَلَيْسَ لَهُمْ بِبَلَدِتِهْم نَصِيرُ

وَهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ فَضَيَّعُوهُ … فَهُمْ عُمْيٌ عَنِ التوْرَاةِ بُورُ

كَفَرْتُمْ بِالْقُرْآنِ لَقَدْ لَقِيتُمْ … بِتَصْدِيقِ الَّذِي قَالَ النَّذِيرُ

انتهى (١).

وقوله: (أَبُو حُبَابٍ) هكذا الرواية في مسلم: "أبو حُبَاب" بضمّ الحاء المهملة، وباء موحّدةً مكرّرة، بينهم ألف، ووقع في نسخة "الفتح": "أبو حُباث" بمثلّثة آخره، قال في "الفتح": وقوله: "أبو حباث" - بضم المهملة، وتخفيف الموحدة، وآخرها مثلثة -.

قال الجامع عفا الله عنه: كذا ضبطه بالثاء المثلثة، ووقع له في موضع آخر: "أبو حباب" بباءين، والظاهر أن ضبطه بالمثلثّة غير صحيح، وإنما هو "أبو حباب" بموحّدتين، فليُتأمّل، والله تعالى أعلم.

قال: هو عبد الله بن أُبَيّ رئيس الخزرج، وكان شَفَع في بني قينقاع، فوهبهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - له، وكانوا حلفاءه، وكانت قريظة حلفاء سعد بن معاذ، فحكم بقتلهم، فقال هذا الشاعر يوبخه بذلك. انتهى (٢).

وقوله: (وَقَدْ قَالَ الْكَرِبمُ أَبُو حُبَابٍ)؛ أي: عبد الله بن أبيّ ابن سلول لحلفائه: (أَقِيمُوا قَيْنُقَاعُ) منادى بحذف حرف النداء؛ أي: يا قينقاع، (وَلَا تَسِيرُوا)؛ أي: ولا ترحلوا عن منازلكم.

وقوله: (وَقَدْ كَانُوا)؛ أي: بنو قريظة، (بِبَلْدَتِهِمْ) التي كانوا مقيمين فيها، (ثِقَالًا)؛ أي: راسخين مطمئنين، لا يخشون أحدًا؛ لشدّة بأسهم، وقوّتهم،


(١) "الفتح" ٩/ ٢١٩، كتاب "المغازي" رقم (٤١٢٢).
(٢) "الفتح" ٩/ ٢١٩، كتاب "المغازي" رقم (٤١٢٢).