للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منه، واطّلاعه عليه، كما دَلَّ عليه تفسير الإحسان في حديث سؤال جبريل؛ المتقدّم.

وقال في "الفتح": قوله: "إذا أحسن أحدكم إسلامه"، كذا للبخاريّ ومسلم وغيرهما، ولإسحاق بن راهويه في "مسنده" عن عبد الرزاق: "إذا حَسُنَ إسلام أحدكم"، وكأنه رواه بالمعنى؛ لأنه من لوازمه، ورواه الإسماعيليّ من طريق ابن المبارك، عن معمر كالأول، والخطاب "بأحدكم" بحسب اللفظ للحاضرين، لكن الحكم عامّ لهم، ولغيرهم باتّفاق، وإن حصل التنازع في كيفيّة التناول، أهي بالحقيقة اللغويّة، أو الشرعيّة، أو بالمجاز؟. انتهى (١). (فَكُلُّ حَسَنَةٍ) هذه العبارة تشعر بأن اللام في رواية أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - عند البخاريّ معلّقًا: "الحسنة بعشر أمثالها" للاستغراق (يَعْمَلُهَا، تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ) متعلّق بمقدّر: أي منتهية إلى سبعمائة ضعف، وحكى الماورديّ: أن بعض العلماء أخذ بظاهر هذه الغاية، فزعم أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة، ورُدّ عليه بقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٦١]، وأصرح منه حديث ابن عبّاس - رضي الله عنه - الآتي بلفظ: "كَتَبَهَا اللهُ - عزَّ وجَلَّ - عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ" (وَكُلُّ سيِّئةٍ يَعْمَلُهَا، تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا، حَتى يَلْقَى اللهَ) زاد في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - المذكور: "إلا أن يتجاوز الله عنها"، وفي "فوائد سمويه": "إلا أن يغفر الله، وهو الغفور"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا ثلاثة أجزاء، ساقه المصنف مساقًا واحدًا، فأما الجزء الأول، وهو قوله: "قال الله - عز وجل -: إن تحدّث عبدي … "، فقد تقدّم قبل حديث أنه متّفق عليه، وأما الجزء الثاني، وهو قوله: "وقال الله - صلى الله عليه وسلم -: قالت الملائكة"، فإنه من أفراد المصنّف، وأما


(١) "الفتح" ١/ ١٢٤ "كتاب الإيمان" رقم (٤٢).