والصحابيّ الذي أرسله النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إليه هو عبد الله بن حُذافة السهميّ - رضي الله عنه -.
(وَإِلَى قَيْصَرَ) بفتح القاف، وإسكان التحتانيّة، وفتح الصاد المهملة، بعدها راء، هو لقبٌ لكلّ من ملك الروم، والمراد هنا هرقل المذكور في الباب الماضي.
والصحابيّ المرسَل إليه هو دحية بن خليفة الكلبيّ - رضي الله عنه -، كما سبق في الباب الماضي.
(وَإِلَى النَّجَاشِيِّ) - بفتح النون، وتخفيف الجيم، بعدها شين معجمة -: لقبٌ لكلّ من مَلَك الحبشة، والمراد به هنا: أصحمة بن أبجر، وقيل: صَحْمة، بدون ألف.
قال في "الإصابة": أصحمة بن أبحر النجاشيّ، ملك الحبشة، واسمه بالعربية عطيّة، والنجاشي لقب له، أسلم على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولم يهاجر إليه، وكان رِدْءًا للمسلمين، نافعًا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام، وأخرج أصحاب الصحيح قصة صلاته - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب من طُرُق.
منها: رواية سعيد بن مينا عن جابر، ومنها رواية عطاء، عن جابر: لما مات النجاشيّ قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قد مات اليوم عبد صالح، يقال له: أصحمة، فقوموا، فصلوا على أصحمة، فصفَّنا خلفه"، هذا لفظ القطان، عن ابن جريج، عنه، وفي رواية ابن عيينة، عن ابن جريج:"قد مات اليوم عبد صالح، فقوموا، فصلوا على أصحمة".
قال الطبريّ، وجماعة: كان ذلك في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح.
قال ابن إسحاق، عن يزيد بن رُومان، عن عروة، عن عائشة: لما مات النجاشيّ كنا نتحدث أنه لا يزال يُرَى على قبره نور.
(١) "الفتح" ١/ ٢٧٥، كتاب "العلم" رقم (٦٥) و ٩/ ٥٨١، كتاب "المغازي" رقم (٤٤٢٤).