للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"النجاشيّ" بفتح النون على المشهور، وقيل: تُكسر، عن ثعلب، وتخفيف الجيم، وأخطأ من شدّدها، عن المطرزيّ، وبتشديد آخره، وحَكَى المطرزيّ التخفيف، ورجحه الصغاني، و"أصحمة" بوزن أربعة، وحاؤه مهملة، وقيل: معجمة، وقيل: إنه بموحدة بدل الميم، وقيل "صحمة" بغير ألف، وقيل كذلك لكن بتقديم الميم على الصاد، وقيل: بزيادة ميم في أوله، بدل الألف، عن ابن إسحاق في "المستدرك" للحاكم، والمعروف عن ابن إسحاق الأول، قال: ويتحصل من هذا الخلاف في اسمه ستة ألفاظ، لم أرها مجموعة. انتهى (١).

والصحابيّ المرسَل إليه هو عمرو بن أميّة الضمريّ - رضي الله عنه -.

(وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ)؛ أي: وأرسل أيضًا إلى كلّ ملك جبّار، مسلّط على الناس، وقاهر لهم، مثل المقوقس صاحب الإسكندريّة، والمنذر بن ساوى، صاحب هَجَر، وهوذة بن عليّ، صاحب اليمامة، وغيرهم.

وقوله: (يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى) جملة في محلّ نصب على الحال من فاعل "كَتَب"، وفيه مشروعيّة مكاتبة الكفّار، ودعاؤهم إلى الإسلام، والعمل بالكتاب، وبخبر الواحد، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: عدد من كتب إليهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الملوك - فيما قاله الداوديّ - سبعة، وهم: هِرَقل، وكِسرى، والنجاشيّ، والمقوقس، وملك غسّان، وهَوْذة بن عليّ، والمنذر بن ساوى، وقد زاد ابن هشام عليهم، ودونك نصّه:

قال ابن هشام: وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى الملوك رسلًا من أصحابه، وكتب معهم إليهم يدعوهم إلى الإسلام، قال ابن هشام: حدّثني من أثق به، عن أبي بكر الْهُذَليّ، قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحابه ذات يوم بعد عمرته التي صُدّ عنها يوم الحديبية، فقال: "أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة، وكافة، فلا تختلفوا عليّ، كما اختَلَف الحواريون على عيسى ابن مريم"؛ فقال أصحابه: وكيف اختلف الحواريون يا رسول الله؟ قال: "دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه، فأما من بعثه مبعثًا قريبًا، فرضي وسَلّم، وأما من بعثه


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ١/ ٣٤٧ - ٣٤٨.