للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مبعثًا بعيدًا فكره وجهه، وتثاقل، فشكا ذلك عيسى إلى الله، فأصبح المتثاقلون وكل واحد منهم يتكلم بلغة الأمة التي بُعِث إليها".

فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسلًا من أصحابه، وكَتَب معهم كتبًا إلى الملوك، يدعوهم فيها إلى الإسلام، فبعث دحية بن خليفة الكلبيّ إلى قيصر ملك الروم؛ وبعث عبد الله بن حُذافة السَّهْميّ إلى كسرى، ملك فارس؛ وبعث عمرو بن أمية الضَّمْريّ إلى النجاشيّ، ملك الحبشة، وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، ملك الإسكندرية؛ وبعث عمرو بن العاص السهميّ إلى جيفر، وعياد ابني الْجُلُنديّ (١) الأزديين ملكي عمان؛ وبعث سَلِيط بن عمرو، أحد بني عامر بن لؤيّ، إلى ثمامة بن أُثال، وهَوْذة بن عليّ الحنفيين ملكي اليمامة؛ وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن سَاوَى العبديّ ملك البحرين؛ وبعث شجاع بن وهب الأسديّ إلى الحارث بن أبي شَمِر الغساني، ملك تخوم الشام، وبعث شجاع بن وهب إلى جَبَلة بن الأيهم الغَسّانيّ، وبعث المهاجر بن أبي أمية المخزوميّ إلى الحارث بن عبد كلال الحميريّ، ملك اليمن (٢).

وذكر ابن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست، أرسل الرسل إلى الملوك، يدعوهم إلى الإسلام، وكتب إليهم كتبًا، فقيل: يا رسول الله، إن الملوك لا يقرأون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يومئذ خاتمًا من فضة، فَصّه منه، نقشه ثلاثة أسطر: محمد رسول الله، وختم به الكتب، فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد، وذلك في المحرم سنة سبع، وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم، فكان أول رسول بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمريّ إلى النجاشيّ،


(١) قال في "القاموس": وجُلَنْدَاءُ بضمّ أوله، وفتح ثانيه، ممدودةً، وبضمّ ثانيه مقصورة: اسم ملك عُمَان، ووهِم الجوهريّ، فقصره مع فتح ثانيه، قال الأعشى [من الخفيف]:
وَجُلَنْدَاءَ فِي عُمَانَ مُقِيمًا … ثُمَّ قَيْسًا فِي حَضْرَمَوتَ الْمُنِيفِ
انتهى.
(٢) "سيرة ابن هشام" ٢/ ٦٠٦ - ٦٠٧.