رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حال تولّى الجيش، مع أن الثاني قريب عهد بالإسلام، إلا أن الإيمان دخل في قلبه، واستقرّ فيه، فلم تزعزعه رياح المعركة، بل ثبت معه - صلى الله عليه وسلم -.
٣ - (ومنها): أن ركوبه - صلى الله عليه وسلم - البغلة في ذلك الموطن مبالغة في الثبات، والصبر، ويدلّ على قوّة العزم، وغاية الشجاعة، كما قد فعل حين انهزم الناس عنه، وهو مقبل على العدو، يُركض بغلته نحوهم، وقد زاد على ذلك، كما ذكر في الرواية الأخرى: إنه نزل بالأرض على عادة الشجعان في المنازلة، وهذا كله يدلّ: على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان أشجع الناس، وأثبتهم في الحرب، ولذلك قالت الصحابة - رضي الله عنهم -: إن الشجاع منا لَلَّذي يلوذ بجانبه - صلى الله عليه وسلم -.
٤ - (ومنها): أن رميه - صلى الله عليه وسلم - في وجوه الكفار بالتراب، وإصابته أعين جميعهم من أعظم معجزاته؛ إذ ليس في قوة البشر إيصال ذلك إلى أعينهم، ولا يسع كفه ما يعمّهم، وإنما كان ذلك من صُنع الله لنبيّه - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك قال تعالى:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} الآية [الأنفال: ١٧].
٥ - (ومنها): أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "انهزَمُوا ورب الكعبة" قبل وقوع الهزيمة، هو من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - الخبرية، فإنه خبر عن الغيب، وقد وقع كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال: