في النسخ المطبوعة من "صحيح مسلم" بضمّ النون، لكن الذي يقتضيه ظاهر عبارة "القاموس" أنه بفتح النون؛ لأنه ذكر عدّة أشخاص سُمّوا نَعَامة بفتح النون، ولم يذكر بضمّها أحدًا، والله تعالى أعلم.
والمراد أن معمرًا قال في رواية:"فروة بن نعامة" بدل قول يونس: "فُروة بن نُفاثة"، وقد تقدّم أن الصحيح المعروف هو الأول، والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: رواية معمر، عن الزهريّ هذه ساقها ابن حبّان رحمه الله في "صحيحه"، إلا أنه قال:"فَرْوة بن نُفاثة الْجُذاميّ"، كرواية يونس، فقال:
(٧٠٤٩) - أخبرنا ابن قتيبة، حدّثنا ابن أبي السريّ، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهريّ، حدّثني الكثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه، قال: شَهِدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نفارقه، وهو على بغلة شهباء، وربما قال (١): بيضاء، أهداها له فَرْوة بن نُفاثة الْجُذاميّ، فلما التقى المسلمون والكفار وَلَّى المسلمون مدبرون، وطَفِق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُض على بغلته قِبَل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفُّها، وهو لا يألو يُسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغَرْز رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عباس نَادِ: يا أصحاب السَّمُرة"، وكنت رجلًا صَيِّتًا، وقلت بأعلى صوتي: يا أصحاب السمرة، فوالله لكأن عَطْفتهم حين سَمِعوا صوتي عَطْفة البقر على أولادها، يقولون: يا لبيك، يا لبيك، فأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفارُ، فنادت الأنصار: يا معشر الأنصار، ثم قُصِرت الدعوة علي بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على بغلته؛ كالمتطاول عليها إلى قتالهم، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا حَينَ حَمِيَ الوطيسُ"، ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَات، فرَمَى بهنّ وجوهَ الكفار، ثم قال:"انْهَزَمُوا وربِّ الكعبة، انْهَزَموا ورب الكعبة"، قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته، فيما أرى، فوالله ما هو، إلا أن رماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحصياته،