للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَأَعْلُو) مضارع علا، مرفوع، وإنما عبّر به، وإن المراد الماضي؛ لاستحضار صورة الحال، كأنه يشاهدها الآن، ففيه تأكيدٌ لخبره.

وقوله: (ثَنِيَّةً) قال المجد رحمه الله: "الثنيّةُ: الْعَقَبةُ، أو طريقها، أو الْجبل، أو الطريقة فيه، أو إليه". انتهى (١).

(فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ) يقال: استقبلتُ الشيءَ: واجهتُهُ، فهو مُستَقْبَلٌ، بفتح الباء، اسم مفعول (٢)، وقوله: (مِنَ الْعَدُوِّ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفه (٣). (فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ) الكلام في "أرميه" كالكلام السابق في "فأعلو"، فتنبه. (فَتَوَارَى عَنِّي)؛ أي: اختفى منّي، (فَمَا دَرَيْتُ)؛ أي: علمتُ (مَا صَنَعَ)؛ أي: ذلك الرجل، وفي رواية ابن حبّان: "فما دريتُ ما أصنع" بالإسناد للمتكلّم، (وَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ)؛ أي: العدوّ، (فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا) هي "إذا" الْفُجائيّة؛ أي: ففاجأني طلوعهم (مِنْ ثَنِيَّةٍ)؛ أي: طريق (أُخْرَى، فَالْتَقَوْا) بفتح القاف؛ لأن أصله التَقَيُوا، فقلبت الياء ألفًا؛ لتحرّكها، وانفتاح ما قبلها، وقوله: (هُمْ) ضمير منفصل أتى به؛ ليمكنه العطف على الضمير المتّصل، وليس مفعولًا به، ولذا كُتبت في "التقوا" الألف الفارقة بين واو العطف، وواو الجمع. (وَصَحَابَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) بفتح الصاد المهملة: جمع صاحب، وهو مرفوع بالعطف على الضمير الفاعل، (فَوَلَّى)؛ أي: أدبر عن القتال (صَحَابَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَرْجِعُ) مضارع بمعنى الماضي، كما تقدّم نكتة التعبير به قريبًا؛ أي: ورجعت (مُنْهَزِمًا)؛ أي: هاربًا من العدوّ، وقوله: (وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ) جملة حاليّة، كـ"منهزمًا"، و"بُردتان" تثنية بُرد، بضمّ، فسكون، قال المجد رحمه الله: "الْبُرْدُ" بالضمّ: ثوبٌ مخطّطٌ، جمعه أبراد، وأَبْرُدٌ، وبُرُودٌ، وأكسيةٌ يُلْتَحَف بها، الواحدة: بُرْدةٌ بِهَاء. انتهى (٤).

وقال الفيّوميّ رحمه الله: "الْبُرْدُ": معروفٌ، وجمعه أبراد، وبُرُودٌ، ويُضاف للتخصيص، فيقال: بُرْدُ عصب، وبُرْد وَشْيٍ، والْبُرْدة: كساء صغيرٌ، مربّعٌ، ويقال: كساء أسود صغير. انتهى (٥).


(١) "القاموس المحيط" ص ١٨٣.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٨٨.
(٣) "تنبيه المعلم" ص ٣٠٨.
(٤) "القاموس المحيط" ص ٩٢.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٤٣.