قال ابن إسحاق: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نُصِرتَ يا عمرو بن سالم، فكان ذلك ما هاج فتح مكة.
وقد رَوَى البزار من طريق حماد بن سلمة، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بعض الأبيات المذكورة في هذه القصة، وهو إسناد حسن موصول، ولكن رواه ابن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا، وأخرجه أيضًا من رواية أيوب، عن عكرمة مرسلًا مطوَّلًا، قال فيه: لمّا وادع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة، وكانت خزاعة في صُلحه، وبنو بكر في صلح قريش، فكان بينهم قتال، فأمدتهم قريش بسلاح وطعام، فظهروا على خزاعة، وقتلوا منهم، قال: وجاء وفد خزاعة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فدعاه إلى النصر، وذكر الشعر، وأخرجه عبد الرزاق، من طريق مِقْسَم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مطوّلًا، وليس فيه الشعر.
وأخرجه الطبرانيّ من حديث ميمونة بنت الحارث مطوّلًا، وفيه أيضًا: أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ليلًا وهو في متوضئه:"نُصِرتَ، نُصِرت"، فسألته، فقال:"هذا راجز بني كعب يستصرخني، وزعم أن قريشًا أعانت عليهم بني بكر"، قالت: فأقمنا ثلاثًا، ثمَّ صلى الصبح بالناس، ثمَّ سمعت الراجز ينشده.
وعند موسى بن عقبة في هذه القصّة: قال: ويذكرون أن ممن أعانهم من قريش: صفوان بن أمية، وشيبة بن عثمان، وسهل بن عمرو، ذكره في "الفتح"(١).