للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ (١)، كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، قَالَ: وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَوْسٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْس، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِه، وَيَقُولُ: "جَاءَ الْحَقُّ، وَزَهَقَ الْبَاطِلُ"، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا، فَعَلَا عَلَيْه، حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْت، وَرَفَعَ يَدَيْه، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ، وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ) الْحَبَطيّ، أبو محمَّد الأُبُليّ، صدوقٌ يَهِمُ، ورُمي بالقدر، قال أبو حاتمٍ: اضطرّ الناس إليه أخيرًا، من صغار [٩] (ت ٥ أو ٢٣٦) وله بضع وتسعون سنة (م د س) تقدم في "الإيمان" ١٢/ ١٥٧.

٢ - (سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ) الْقَيسيّ مولاهم، أبو سعيد البصريّ، ثقة ثبتٌ [٧] (ت ١٦٥) (ع) تقدم في "الإيمان" ٣/ ١١١.

٣ - (ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ) بن أسلم البصريّ المذكور في السند الماضي.

٤ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ) الأنصاريّ، أبو خالد المدنيّ، سكن البصرة، ثقةٌ [٣] قتله الأزارقة (م ٤) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" ٥٧/ ١٥٦٢.

٥ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - تقدم في "المقدمة" ٢/ ٤.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنَّه من خماسيّات المصنّف - رحمه الله -، وأنه مسلسل بالبصريين، سوى الصحابيّ، فمدنيّ، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره، روى (٥٣٧٤) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ) بفتح الراء، وتخفيف الموحّدة الأنصاريّ، (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (قَالَ: وَفَدَتْ) يقال: وَفَدَ إليه، وعليه، يَفِدُ وَفْدًا، ووُفُودًا، ووِفَادةً، وإفادةً: إذا قَدِمَ، وورَدَ، وأوفد عليه، وإليه، وهم: وُفُودٌ، ووَفْدٌ، وأوفادٌ، ووُفَّدٌ، قاله المجد - رحمه الله - (٢).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: وَفَدَ على القوم وَفْدًا، من باب وَعَدَ، ووُفُودًا، فهو


(١) وفي نسخة: "إلى جانب البيت".
(٢) "القاموس المحيط" ص ١٤١٠.