للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تفاضَلَ الطعام، واختلفت أنواعه، ويجوز وإن أكل بعضهم أكثر من بعض، لكن يُستحبّ أن يكون شأنهم إيثار بعضهم بعضًا. انتهى (١).

٢ - (ومنها): أن فيه استحبابَ الاجتماع على الطعام، وجواز دعائهم إليه قبل إدراكه، واستحباب حديثهم في حال الاجتماع بما فيه بيان أحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وغزواتهم، ونحوها مما تنشط النفوس لسماعه، وكذلك غيرها من الحروب، ونحوها مما لا إثم فيه، ولا يتولد منه في العادة ضرر في دين، ولا دنيا، ولا أَذًى لأحد؛ لتنقطع بذلك مدّة الانتظار، ولا يَضْجَروا، ولئلا يشتغل بعضهم مع بعض في غِيْبة، أو نحوها من الكلام المذموم (٢).

٣ - (ومنها): أنَّه يُستحبّ إذا كان في الجماعة مشهور بالفضل، أو بالصلاح، أن يُطْلَب منه الحديث، فإن لم يطلبوا استُحِبّ له الابتداء بالحديث، كما كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يبتديهم بالتحديث من غير طلب منهم (٣).

٤ - (ومنها): بيان ما كان عليه الصدر الأوّل من الكرم والمسابقة فيه، وبِرّ بعضهم بعضًا.

٥ - (ومنها): أن في قول أبي هريرة - رضي الله عنه -: "سبقتني" دليلًا على أن نُوَبهم، ومكارمتهم لم تكن على المشاحّة والمنافسة.

٦ - (ومنها): أن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - لهم بفتح مكة ليستفيد بذلك من لم يحضر من أبناء الأنصار، ولذلك قال لهم: "ألا أعلمكم بحديث من حديثكم".

٧ - (ومنها): أن أحسن ما يُتحدّث به عند الاجتماع في الولائم، وانتظار الطعام أمثال هذا من أخبار الحدثان، وما جرى من الحروب وغيرها؛ لنشاط النفوس لسماعه، وقطع مدّة الانتظار بذلك؛ إذ ليس في ذلك ما يُدخل إثمًا، ولا سيّما فيه للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - فخر، قاله القاضي عياض - رحمه الله - (٤).

٨ - (ومنها): بيان فتح مكة، وكيف دخلها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فاتحًا لها.


(١) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٣١.
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٣١ - ١٣٢.
(٣) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٣٢.
(٤) "إكمال المعلم" ٦/ ١٣٨.