للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنَّه من سُداسيّات المصنّف - رحمه الله -، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وفيه عبد الله مهملًا، وهو ابن مسعود؛ للقاعدة المشهورة أنَّه إذا أُطلق عبد الله في الصحابة يُنظر، فإن كان السند كوفيًّا كما هنا فهو ابن مسعود - رضي الله عنه -، وقد ذكرنا أبياتًا تبيّن هذه القاعدة قريبًا، فراجعها تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ) وفي رواية عند البخاريّ: "عن ابن عيينة، حدّثنا ابن أبي نَجِيح"، وتقدّم أن اسم أبيه يسار، قال في "الفتح": ولابن عيينة في هذا الحديث إسناد آخر، أخرجه الطبرانيّ، من طريق عبد الغفار بن داود، عن ابن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - (١).

(عَنْ مُجَاهِدٍ) ابن جَبْر (عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ) عبد الله بن سَخْبَرَة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّه (قَالَ: دَخَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ)؛ أي: يوم الفتح، وقوله: (وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل، ولفظ البخاريّ: "ستون وثلاثمائة نُصُبٍ"، و"نُصُبًا" هنا منصوب على التمييز، وفي رواية البخاريّ مجرور بالإضافة، وهو بضم النون، والصاد المهملة، وقد تسكّن، بعدها موحّدة، هي واحدة الأنصاب، وهو ما يُنْصَب للعبادة من دون الله تعالى، ووقع في رواية الثوريّ التالية: "صَنَمًا" بدل "نُصُبًا"، ويطلق النُّصُب ويراد به: الحجارة التي كانوا يذبحون عليها للأصنام، وليست مرادة هنا، وتطلق الأنصاب على أعلام الطريق، وليست مرادة أيضًا هنا، ولا في الآية (٢).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: إنما كانت الأصنام بهذا العدد؛ لأنهم كانوا يعظّمون في كلّ يوم صنمًا، ويخصّون أعظمها بيومين. انتهى (٣).


(١) "الفتح" ٩/ ٤٠٥، كتاب "المغازي" رقم (٤٢٨٧).
(٢) "الفتح" ٩/ ٤٠٥، كتاب "المغازي" رقم (٤٢٨٧).
(٣) "المفهم" ٣/ ٦٣٣.