للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ) (١) تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.

٣ - (عِيسَى بْنُ يُونُسَ) بن أبي إسحاق السَّبيعيّ، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.

٤ - (زَكَرِيَّاءُ) بن أبي زائدة، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (لَمَّا أُحْصِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -) بضمّ الهمزة، مبنيًّا للمفعول، هكذا رواية السمرقنديّ لمسلم، وفي رواية الأكثرين: "لَمّا حُصِر" ثلاثيًّا، مبنيًّا للمفعول أيضًا، كما قاله عياض - رحمه الله -.

قال الفيّوميّ - رحمه الله -: حَصَرَهُ العدوّ حَصرًا، من باب قَتَل: أحاطوا به، ومنعوه من المضيّ لأمره، وقال ابن السِّكِّيت، وثعلب: حَصَرَهُ العدوّ في منزله: حبسه، وأَحْصَرَهُ المرض بالألف: منعه من السفر، وقال الفراء: هذا هو كلام العرب، وعليه أهل اللغة، وقال ابن الْقُوطِيَّة، وأبو عمرو الشيبانيّ: حَصَرَهُ العدوّ، والمرض، وأَحْصَرَهُ كلاهما بمعنى حبسه. انتهى (٢).

فدلّ ما ذُكر أن حُصِرَ، ثلاثيًّا، وأُحْصِر رباعيًّا جائزان في هذا الحديث، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (عِنْدَ الْبَيْتِ) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا: "أُحْصِرَ عند البيت"، وكذا نقله القاضي عن رواية جميع الرواة، سوى ابن الحذاء، فإن في روايته: "عن البيت"، وهو الوجه. انتهى (٣).

قال الجامع عفا الله عنه: أما قوله: "أُحصر عن البيت" فوجهه واضح، كما قال النوويّ - رحمه الله -؛ أي: مُنع عن الوصول إلى البيت؛ لأداء العمرة، وأما على ما في معظم النسخ: "أُحصر عند البيت" فيكونه معناه: مُنع عند قُربه من البيت عن الوصول إليه، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ) المراد به المشركون، وفي رواية ابن إسحاق:


(١) قوله: "جناب" بالجيم، والنون، وقوله: "الْمِصِّيصيّ" بكسر الميم، وتشديد الصاد الأولى، هذا هو المشهور، ويقال أيضًا: بفتح الميم، وتخفيف الصاد. اهـ. "شرح النوويّ" ١٢/ ١٢٠.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ١٣٨.
(٣) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٣٦.