للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقون ذُكروِا قبله.

وقوله: (بِصِفِّينَ) قال في "الفتح": المشهور في "صِفّين" كسر الصاد المهملة، وبعضهم فَتَحها، وجزم بالكسر جماعة من الأئمة، والفاء مكسورة، مثقَّلة، اتفاقًا، والأشهر فيها بالياء قبل النون؛ كمارِدِين، وفلسطين، وقِنِّسرين، وغيرها، ومنهم من أبدل الياء واوًا في الأحوال، وعلى هاتين اللغتين فإعرابها إعراب غِسْلين، وعَرْبون، ومنهم من أعربها إعراب جمع المذكر السالم، فتتصرف بحسب العوامل، مثل: {لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} [المطففين: ١٨، ١٩]، ومنهم من فتح النون مع الواو لزومًا، نَقَل كل ذلك ابن مالك، ولم يذكر فتح النون مع الياء لزومًا. انتهى (١).

وقوله: (اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ) وفي الرواية: "اتهموا رأيكم على دينكم"؛ أي: لا تعملوا في أمر الدين بالرأي المجرّد الذي لا يستند إلى أصل من الدين، وهو كنحو قول عليّ - رضي الله عنه - فيما أخرجه أبو داود بسند حسن: "لو كان الدين بالرأي، لكان مسح أسفل الخفّ أولى من أعلاه".

وقوله: (لَقَدْ رَأَيْتُني)؛ أي: رأيت نفسي.

وقوله: (يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ) - بالجيم، والنون، وزانُ جعفر - وكان اسمه العاصي، فتركه لَمّا أسلم، وله أخ اسمه عبد الله، أسلم أيضًا قديمًا، وحضر مع المشركين بدرًا، ففرّ منهم إلى المسلمين، ثم كان معهم بالحديبية، ووَهِمَ من جعلهما واحدًا، وقد استُشهِد عبدُ الله باليمامة، قبل أبي جندل بمدّة، وأما أبو جندل، فكان حُبِس بمكة، ومُنِع من الهجرة، وعُذِّب بسبب الإسلام، وفي رواية ابن إسحاق: "فإن الصحيفة لتُكْتَب إذ طلع أبو جندل بن سهيل، وكان أبوه حبسه، فأفلت"، وفي رواية أبي الأسود، عن عروة: "وكان سُهيل أوثقه، وسجنه حين أسلم، فخرج من السجن، وتنكّب الطريق، وركب الجبال، حتى هبط على المسلمين، ففرِحَ به المسلمون، وتلقوه"، ذكره في "الفتح" (٢).

وقوله: (يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ) هو يوم الحديبية، و"أبو جندل" - بفتح الجيم،


(١) "الفتح" ١٧/ ١٩٢، كتاب "الاعتصام" رقم (٧٣٠٨).
(٢) "الفتح" ٦/ ٦٤٣ - ٦٤٤، كتاب "الشروط" رقم (٢٧٣١).