للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آخره، وفيه أنس بن مالك - رضي الله عنه - المشهور بخدمة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، خدمه عشر سنين، وهو أحد المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو آخر من مات من الصحابة - رضي الله عنهم - بالبصرة، وقد عُمّر أكثر من مائة سنة بدعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

شرح الحديث:

(عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة السدوسيّ البصريّ (أَنَّ أنسَ بْنَ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (حَدَّثَهُمْ، قَالَ) أنس - رضي الله عنه - (لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إِلَى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا}، مَرْجِعَهُ) بفتح الميم، وسكون الراء، والجيم مكسورةٌ، ويجوز فتحها، وهو منصوب على الظرفية متعلّق بـ "نزلت"؛ أي: وقت رجوعه (مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ)؛ أي: من غزوتها.

[تنبيه]: اختُلِف في المكان الذي نزلت فيه على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فوقع عند محمد بن سعد: بِضَجْنان، وهي - بفتح المعجمة، وسكون الجيم، ونون خفيفة - وعند الحاكم في "الإكليل": بكُرَاع الْغَمِيم، وعن أبي معشر: بالجحفة، والأماكن الثلاثة متقاربة، ذكره في "الفتح" (١).

(وَهُمْ)؛ أي: الحال أن الصحابة - رضي الله عنهم - (يُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ) بضمّ، فسكون، أو بفتحتين، قال المجد: - رحمه الله -: الْحُزْن بالضمّ، ويُحرَّكُ: الْهَمّ، جمْعُه أَحْزانٌ، حَزِن، كفَرِح، وتحزّن، وتحازنَ، واحتزن. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: حَزِنَ حَزَنًا، من باب تَعِبَ، والاسم: الْحُزْنُ بالضمّ، فهو حزينٌ، ويتعدّى في لغة قريش بالحركة، يقال: حَزَنني الأمرُ يَحْزُنني، من باب قَتَلَ، قاله ثعلبٌ، والأزهريّ، وفي لغة تميم بالألف. انتهى (٣).

(وَالْكَآبَةُ) قال ابن الأثير - رحمه الله -: الكآبة: تغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. انتهى (٤).

وقال المجد - رحمه الله -: الْكَأْبُ والْكَآبَة، والْكَآبَةُ: الْغَمُّ، وسوء الحال، والانكسار من الحزن، كَئِبَ؛ كسَمِعَ، واكتَأبَ، فهو كَئِبٌ، وكَئِيبٌ، ومُكْتَئِبٌ. انتهى (٥).


(١) "الفتح" ١٠/ ٥٩٩ - ٦٠٠، كتاب "التفسير" رقم (٤٨٣٣).
(٢) "القاموس المحيط" (٢٨٦).
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٣٤.
(٤) "النهاية" ٤/ ١٣٧.
(٥) "القاموس المحيط" (١١٠٩).