للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأَحْزَابِ)؛ أي: ليلة من ليالي غزوة الأحزاب، وقوله: (وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ) جملة في محلّ نصب على الحال، والريح: الْهَوَاءُ المسخّر بين السماء والأرض، وهي مؤنّثة على الأكثر، فيقال: هي الريح، ولذا أنّث وَصْفها هنا، وقد تُذكّر على معنى الْهَوَاء، فيقال: هو الريح، وهَبَّ الريحُ، نقله أبو زيد، وقال ابن الأنباريّ: الريح مؤنّثة، لا علامة فيها، وكذلك سائر أسمائها، إلا الإعصار، فإنه مذكّر.

[تنبيه]: (اعلم): أن "الريح" أصلها واو بدليل تصغيرها على رُوَيْحَةٍ، ولكن قُلبت ياءً؛ لانكسار ما قبلها، والجمع: أَرْوَاحٌ، ورِيَاحٌ، وبعضهم يقول: أَرْيَاحٌ بالياء على لفظ الواحد، وغَلّطه أبو حاتم، قال: وسألته عن ذلك، فقال: ألا تراهم قالوا: رِيَاحٌ بالياء على لفظ الواحد، قال: فقلت له: إنما قالوا: رِيَاحٌ بالياء؛ للكسرة، وهي غير موجودة في أَرْيَاحٍ، فسَلَّمَ ذلك.

[تنبيه آخر]: الرِّيحُ أربع: الشَّمَالُ، وتأتي من ناحية الشام، وهي حارّة في الصيف، بَارحٌ (١)، والْجَنُوبُ: تقابلها، وهي الريح اليمانية، والثالثة: الصَّبَا، وتأتي من مطلع الشمس، وهي القَبول أيضًا، والرابعة: الدَّبُّورُ، وتأتي من ناحية المغرب، أفاده الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٢).

(وَقُرٌّ) - بضمّ القاف، وتشديد الراء -، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الْقُرّ بالضمّ: البردُ، أو يُخَصُّ بالشتاء، قال: وقُرّ الرجل بالضمّ: أصابه الْقُرّ، وأقرّه الله تعالى، فهو مقرورٌ، ولا تقل: قَرَّه، وقد قرّ يقرّ مثلّثة القاف. انتهى باختصار (٣).

وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قَرَّ اليومُ - أي: من باب ضرب -: بَرَدَ، والاسم: القُرُّ بالضم، فهو قَرٌّ تسميةً بالمصدر، وقَارٌّ، على الأصل؛ أي: باردٌ، وليلةٌ قَرَّةٌ، وقَارَّةٌ، وفي المثل: "وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قارَّهَا"؛ أي: وَلِّ شَرَّها مَن تَوَلَّى خيرها، أو حَمِّلْ ثِقَلَكَ مَن ينتفع بك، وقَرَّتِ العين قُرَّة بالضمّ، وقُرُورًا: بَرَدَتْ سُرورًا، وفي الكلّ لغة أخرى، من باب تَعِبَ. انتهى (٤).

قال الجامع عفا الله عنه: أفاد كلام الفيّومي المذكور أن يقرّ من بابي


(١) أي: حاملة للتراب.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٤٤.
(٣) "القاموس المحيط" ص ١٠٤١.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٩٦ - ٤٩٧.