للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- ثلاثًا - عليك بعتبة، وعقبة، وأبي جهل، وشيبة". ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد، فلقيه أبو الْبَخْتَريّ، ومع أبي البختري سوط يتخصر به، فلما رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنكر وجهه، فقال: ما لك؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ـ: خَلِّ عني، قال: عَلِم الله لا أخلي عنك، أو تخبرَني ما شأنك؟ فلقد أصابك شيء، فلما علم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه غير مُخَلٍّ عنه أخبره، فقال: إن أبا جهل أَمَر، فطُرِح عليّ فرثٌ، فقال أبو البختريّ: هلم إلى المسجد، فأتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو البختري، فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختريّ إلى أبي جهل، فقال: يا أبا الحكم، أنت الذي أمرت بمحمد، فطُرح عليه الفرث؟ قال: نعم، قال: فرفع السوط، فضرب به رأسه، قال: فثارت الرجال بعضها إلى بعض، قال: وصاح أبو جهل: ويحكم هي له، إنما أراد محمد أن يُلقي بيننا العداوة، وينجو هو وأصحابه.

قال البزّار: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه - إلا الأجلح، وقد رواه إسرائيل، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله. انتهى (١).

وقوله: (قَالَ أبو إِسْحَاقَ) هو: إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوريّ المتوفّى سنة (٢٥٧ هـ) راوي "صحيح مسلم" عنه، وقد تقدّمت ترجمته في "المقدّمة" ٦/ ٧٣.

(الْوَليدُ بْنُ عُقْبَةَ غَلَطٌ في هَذَا الْحَدِيثِ)؛ يعني: أن الصواب هو الوليد بن عتبة، لا الوليد بن عقبة، كما أسلفنا تحقيقه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٧/ ٤٦٤٠ و ٤٦٤١ و ٤٦٤٢ و ٤٦٤٣] (١٧٩٤)، و (البخاريّ) في "الوضوء" (٢٤٠) و"الصلاة" (٥٢٠) و"الجهاد" (٢٩٣٤)


(١) "مسند البزار" ٢/ ٤٢٩ - ٤٣٠.