للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"إذا"، وقد جاءا في الجواب كثيرًا، تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه، ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان [من الطويل]:

فَبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأَمرُ أَمْرُنا … إذا نحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ (١).

وقوله: ("اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلأَ)؛ أي: خذهم، وأهلكهم، قال الفيومي: "الملأ" - مهموزًا: أشراف القوم، سُمُّوا بذلك؛ لمَلَاءَتهم بما يُلتَمَس عندهم من المعروف، وجَوْدة الرأي، أو لأنهم يملأون العيون أُبَّهَةً، والصدور هَيْبةً، والجمع: أمْلاء، مثل سَبَب وأسْبَاب. انتهى.

وقوله: (أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ … إلخ) بنصب "أبا"ـ، وما عُطف عليه على البدليّة من "الملأَ".

وقوله: (وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أوْ أُبَي بْنَ خَلَفٍ"، شُعْبَةُ الشَّاكُّ) تقدّم أن الصحيح أنه أُميّة بن خلف، لا أخوه أُبيّ بن خلف؛ لأنه لم يُقتل مع هؤلاء ببدر، وإنما قتله النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأُحُد، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (غَيْرَ أَنَّ أُمَيَّةً، أَوْ أُبيًّا) قد عرفت آنفًا أن الصحيح أنه أُميّة، لا أُبيّ، فلا تنس. وقوله: (تَقَطعَتْ)، وفي بعض النسخ: "انقطعت".

وقوله: (أَوْصَالُهُ) بفتح الهمزة؛ أي: ممّا صله، وقال المجد: الأوصالُ: المفاصل، أو مُجتَمَعُ العظام، وجمعُ وُصل - بالكسر والضمّ - لكلّ عظم لا يُكسر، ولا يَختلط بغيره. انتهى (٢).

وقوله: (فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ) هكذا هو في بعض النسخ: "فلم يُلْقَ" بالقاف فقط، وفي أكثرها: "فلم يُلْقَى" بالألف؛ يقول الشاعر [من الطويل]:

وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَة عَبْشَمِيَّةٌ … كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرًا يَمَانِيَا

قيل: هو ضرورةٌ، وذكر في "همع الهوامع" أنه لغة، وخُرّج عليها قراءة قُنبُل: (إنه من يتّقي ويصبِرْ) بإثبات ياء (يَتَّقِي)، مع جزم (يصبِرْ (٣).

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان المسائل المتعلّقة به في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.


(١) "لسان العرب" ١٣/ ٦٢.
(٢) "القاموس المحيط"ص ١٤٠٢.
(٣) راجع: "حاشية الخضريّ على شرح ابن عَقِيل" ١/ ٦٧.