للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فِيهِمْ)؛ أي: في أولئك الأخلاط، وهو خبر مقدّم لقوله: (عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ) - بضم الهمزة، وتخفيف الباء الموحّدة، وتشديد الياء - رأس المنافقين، وفي رواية للبخاريّ: "حتى مرّ بمجلس فيه عبد الله بن أُبيّ ابن سَلُول"، وسَلُول - بفتح السين المهملة، وضم اللام - اسم أمّ عبد الله، فلا بُدّ أن يُقرأ: "ابنُ سَلُول" بالرفع؛ لأنه صفة لـ "عبد الله"، لا صفة لـ"أُبَيّ" (١).

(وَفي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ) بن ثَعْلبة بن امرئ القيس الخزرجيّ الأنصاريّ الشاعر، أحد السابقين، شَهِد بدرًا، واسْتُشْهِد بمؤتة، وكان ثالث الأمراء بها، في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، له ذِكرْ في هذا الكتاب، ولا رواية له، وتقدّمت ترجمته في "الجنائز" ١٠/ ٢١٦١. (فَلَمَا غَشِيَتِ) - بفتح أوله، وكسر ثانيه -، مبنيًّا للفاعل؛ أي: غطّى (الْمَجْلِسَ) بالنصب على المفعوليّة، (عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ) بالرفع على الفاعليّة، وهو بفتح العين المهملة، وتخفيف الجيم الأولى: هي ما ارتفع من غبار حوافرها (٢). (خَمَّرَ) - بتشديد الميم -؛ أي: غطّى (عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبيٍّ أنْفَهُ) وفي رواية: "وجهه"، (بِرِدَائِه، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا) - بضمّ أوله، وتشدّيد الموحّدة -، من التغبير، ويَحْتَمِل أن يكون بتخفيف الموحّدة، من الإغبار، يقال: غبّرت، تغبيرًا، وأغبرتُ إغبارًا؛ أي: أثرتُ الْغُبار، أفاده الجوهريّ (٣)، والمعنى: لا تُثيروا الغبار (عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ)؛ أي: على الأخلاط من المشركين، واليهود، والمسلمين الجالسين في ذلك المجلس، (النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -) يؤخذ منه جواز السلام على المسلمين، إذا كان معهم كفار، وينوي حينئذ بالسلام المسلمين، ويَحْتَمِل أن يكون الذي سَلَّم به عليهم صيغة عموم، فيها تخصيص؛ كقوله: "والسلام على من اتبع الهدى" (٤).

(ثُمَّ وَقَفَ)؛ أي: توقّف النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكفّ عن المسير إلى مكان حاجته التي خرج من أجلها، وهي عيادة سعد بن عبادة - رضي الله عنه -، (فَنَزَلَ) عن دابّته (فَدَعَاهُمْ)؛ أي: الأخلاط، (اِلَى اللهِ)؛ أي: إلى الدخول في دين الله،


(١) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٢١.
(٢) "إكمال المعلم" ٦/ ١٧٢.
(٣) راجع: "الصحاح" ص ٧٦٤.
(٤) "الفتح" ١٠/ ١٩، كتاب "التفسير" رقم (٤٥٦٦).