للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديد، واضعًا سيفه على فخذه، لا يتحرك منه عضو، وظنّ عبد الله أنه ثبت جراحًا، فأتاه من ورائه، فتناول قائم سيف أبي جهل، فاستله، ورفع بيضة أبي جهل عن قفاه، فضربه، فوقع رأسه بين يديه، فيُحْمَل على أن ذلك وقع له معه بعدَ أن خاطبه بما تقدم، والله أعلم. انتهى (١).

وقوله: (حَتَّى بَرَكَ) بالكاف، من البُرُوك، قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في بعض النسخ: "بَرَكَ" بالكاف، وفي بعضها: "بَرَدَ" بالدال، فمعناه بالكاف: سَقَط إلى الأرض، وبالدال: مات، يقال: بَرَدَ: إذا مات، قال القاضي عياض: رواية الجمهور: "بَرَدَ"، ورواه بعضهم بالكاف، قال: والأول هو المعروف، قال النوويّ: واختار جماعة محققون الكاف، وأن ابني عفراء تركاه عَقِيرًا، ولهذا كَلَّم ابن مسعود - رضي الله عنه -، كما ذكره مسلم، وله معه كلام آخر كثيرٌ مذكور في غير مسلم، وابن مسعود - رضي الله عنه - هو الذي أجهز عليه، واحتَزَّ رأسه. انتهى (٢).

وقال في "الفتح": قوله: "حتى بَرَدَ" - بفتح الموحّدة، والراء -؛ أي: مات، هكذا فسروه، ووقع في رواية السمرقنديّ في مسلم: "حتى بَرَكَ" - بكاف، بدل الدال -؛ أي: سَقَطَ، وكذا هو عند أحمد، عن الأنصاريّ، عن التيميّ، قال عياض: وهذه الرواية أولى؛ لأنه قد كَلَّم ابن مسعود - رضي الله عنه -، فلو كان مات كيف كان يكلمه؟ انتهى.

ويَحْتَمِل أن يكون المراد بقوله: "حتى بَرَدَ"؛ أي: صار في حالة من مات، ولم يبق فيه سوى حركة المذبوح، فأُطلق عليه باعتبار ما سيؤول إليه، ومنه قولهم للسيوف: بَوَاردُ؛ أي: قواتل، وقيل لمن قُتِل بالسيف: بَرَدَ؛ أي: أصابه متن الحديد؛ لأن طبع الحديد البرودة، وقيل: معنى قوله: "بَرَدَ"؛ أي: فَتَرَ، وسَكَنَ، يقال: جَدَّ في الأمر حتى بَرَدَ؛ أي: فتر، وبَرَدَ النبيذُ؛ أي: سَكَن غَلَيانُهُ. انتهى (٣).


(١) "الفتح" ٩/ ٣١ - ٣٢، كتاب "المغازي" رقم (٣٩٦٢).
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٦٠.
(٣) "الفتح" ٩/ ٢٩، كتاب "المغازي" رقم (٣٩٦٢).