للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذَكَر في "فوائد عبد الله بن إسحاق الخرسانيّ"، من مرسل عكرمة، بسند ضعيف إليه لقتل كعب سببًا آخر، وهو أنه صنع طعامًا، وواطأ جماعة من اليهود أنه يدعو النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الوليمة، فإذا حَضَر فَتَكُوا به، ثم دعاه، فجاء ومعه بعض أصحابه، فأعلمه جبريل بما أضمروه، بعد أن جالسه، فقام، فستره جبريل بجناحه، فخرج، فلمّا فَقَدوه تفرقوا، فقال حينئذ: من ينتدب لقتل كعب؟ ويمكن الجمع بتعدد الأسباب، قاله في "الفتح" (١).

(فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ) - بفتح الميم، واللام - ابن سلمة بن خالد بن عديّ بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس، حليف لبني عبد الأشهل، شَهِد بدرًا، والمشاهد كلَّها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومات بالمدينة في صفر سنة ثلاث وأربعين، وقيل: ستّ وأربعين، وقيل: سنة سبع وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين سنةً، وصَلَّى عليه مروان بن الحكم، وهو يومئذ أمير المدينة، وكان من فضلاء الصحابة، واستخلفه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على المدينة في بعض غزواته، وقيل: إنه استخلفه في غزوة قرقرة الكدر، وقيل: إنه استخلفه عام تبوك، واعتَزَلَ الفتنة، واتّخذ سيفًا من خشب، وجعله في جَفْن، وذَكَرَ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك، ولم يشهد الْجَمَلَ، ولا صفّين، وأقام بالرَّبَذَة (٢)، وهو أكبر مَنْ اسمه محمد من الصحابة - رضي الله عنهم -، تقدّمت ترجمته في "القسامة" ١١/ ٤٣٨٩.

(يَا رَسُولَ الله، أَتُحِبُّ) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار، (أَنْ أَقْتُلَهُ؟)، وفي مرسل عكرمة: "فقال محمد بن مسلمة: هو خالي". (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("نَعَمْ" أي: أحبّ أن تقتله، وفي رواية محمد بن محمود: "فقال: أنت له"، وفي رواية ابن إسحاق: "قال: فافعل إن قدرت على ذلك"، وفي رواية عروة: "فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال محمد بن مسلمة: أقرّ صامت"، ومثله عند سَمُّوْيَه في "فوائده"، فإن ثبت احْتَمَل أن يكون سكت أوّلًا، ثم أَذِنَ له، فإن في رواية عروة أيضًا أنه قال له: "إن كنت فاعلًا، فلا تَعْجَلْ حتى تُشاور سعد بن


(١) "الفتح" ٩/ ٩٦ - ٩٧، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٣٧).
(٢) "عمدة القاري" ١٧/ ١٧٧، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٣٧).