للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شَيْءٍ يَصِيرُ أَمْرُهُ)؛ أي: هل يتمّ أم لا؟، وقد أتمّ الله دينه، وأعلى كلمته، وكَبَت أعداءه، ولله الحمد والمنّة. (قَالَ) ابن مسلمة (وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ تُسْلِفَنِي سَلَفًا) زاد في رواية البخاريّ: "وحدّثنا عمرو غير مرّة، فلم يذكر: وَسْقًا، أو وسقين"، قال الكرماني: قائل ذلك سفيان، ووقع في رواية عُروة: "وأُحِبّ أن تسلفنا طعامًا، قال: أين طعامكم؟ قالوا: أنفقناه على هذا الرجل، وعلى أصحابه، قال: ألم يَأْنِ لكم أن تعرفوا ما أنتم عليه من الباطل؟ ".

[تنبيه]: وقع في هذه الرواية الصحيحة أن الذي خاطب كعبًا بذلك هو محمد بن مسلمة، والذي عند ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي أنه أبو نائلة، وأومأ الدمياطيّ إلى ترجيحه، ويَحْتَمِل أن يكون كلٌّ منهما كَلّمه في ذلك؛ لأن أبا نائلة أخوه من الرضاعة، ومحمد بن مسلمة ابن أخته، وفي مرسل عكرمة في الكل بصيغة الجمع: "قالوا"، وفي مرسل عكرمة: "وائذن لنا أن نُصيب منك، فيطمئنّ إلينا، قال: قولوا ما شئتم"، وعنده: "أَمّا مالي فليس عندي اليوم، ولكن عندي التمر"، وذكر ابن عائذ: "أن سعد بن معاذ بعث محمدًا ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ". انتهى (١).

(قَالَ: فَمَا تَرْهَنُنِي؟)؛ أي: فأيَّ شيء تُعطوني رَهْنًا على التمر الذي تريدونه؟ والرهن لغةً: الثبوت والاستقرار، وشرعًا: جَعْلُ عينٍ ماليّةٍ وثيقةً بِدَيْن لازم، أو آيل إلى اللزوم (٢). (قَالَ) ابن مسلمة (مَا تُريدُ) "ما" موصولة مفعول لفعل مقدّر، دلّ عليه السابق؛ أي: نرهنك الشيءَ الذي تريده، ويُحْتَمِل أن تكون استفهاميّةً؛ أي: أي شيء تريد أن نرهنك إياه؟. (قَالَ) كعب (تَرْهَنُنِي نِسَاءَكُمْ؟) بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أترهنوني نساءكم؟ ويَحْتَمِل أن يكون خبرًا بمعنى الأمر؛ أي: ارهنوني نساءكم. (قَالَ) ابن مسلمة (أَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ)؛ أي: صورةً، والنساء يَمِلْن إلى الصُّوَر الحِسَان.

وقال في "الفتح": لعلهم قالوا له ذلك تَهَكُّمًا، وإن كان هو في نفسه كان جميلًا. انتهى.


(١) "الفتح" ٩/ ٩٧ - ٩٨.
(٢) "التوقيف على مهمّات التعريف" للمناويّ (ص ٣٧٦).