للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من الرضاعة يعني: كان أبو نائلة أخَا كعب، وذكروا أنه كان نديمه في الجاهلية، فكان يركن إليه، وقد ذكر الواقديّ أن محمد بن مسلمة أيضًا كان أخاه، زاد الحميدي في روايته: "وكانوا أربعةً سَمَّى عمرو منهم اثنين".

ووقع في رواية الحميديّ: "قال: فأتاه، ومعه أبو نائلة، وعباد بن بشر، وأبو عَبْس بن جَبْر، والحارث بن معاذ إن شاء الله قال الحافظ: كذا أدرجه، ورواية عليّ بن المدينيّ مفصّلة، ونسب الحارث بن معاذ إلى جدّه، ووقعت تسميتهم كذلك في رواية ابن سعد، فعلى هذا فكانوا خمسة، ويؤيده قول عباد بن بشر، من قصيدة في هذه القصّة [من الوافر]:

فَشَدَّ بِسَيْفِهِ صَلْتًا عَلَيْهِ … فَقَطَّعَهُ أبو عَبْسِ بْنُ جَبْرِ

وَكَانَ اللهُ سَادِسَنَا فَأُبْنَا … بِأَنْعَمِ نِعْمَةٍ وَأَعَزِّ نَصْرِ

وهو أَولى مما وقع في رواية محمد بن محمود: "كان مع محمد بن مسلمة أبو عَبْس بن جَبْر، وأبو عَتِيك"، ولم يذكر غيرهما، وكذا في مرسل عكرمة: "ومعه رجلان، من الأنصار".

ويمكن الجمع بأنهم كانوا مرّةً ثلاثةً، وفي الأخرى خمسةً. انتهى (١).

(قَالَ: فَجَاءُوا، فَدَعَوْهُ لَيْلًا)، ووقع عند الخراساني في مرسل عكرمة: "فلما كان في القائلة أتوه، ومعهم السلاح، فقالوا: يا أبا سعيد، فقال: سامعًا دعوتَ"، قاله في "الفتح".

قال الجامع عفا الله عنه: قوله في "القائلة" مخالف لِمَا في "الصحيح" من أنهم أتوه ليلًا، وما في "الصحيح" أصحّ، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(فَنَزَلَ) كعب (إِلَيْهِمْ) إلى هؤلاء النفر الذي دعوه ليلًا، (قَالَ سُفْيَانُ) بن عيينة: (قَالَ غَيْرُ عَمْرِو) بن دينار: (قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ)، وفي بعض النسخ: "قالت امرأته"، قال الحافظ رحمه الله: لم أقف على اسمها. (إِنِّي لأَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ صَوْتُ دَمٍ)؛ أي: صوت طالب دم، أو صوت سافك دم، هكذا فسّروه، قاله النوويّ (٢).


(١) "الفتح" ٩/ ٩٩، كتاب "المغازي" رقم (٤٠٣٧).
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٦٢.